إجازات المحقّق الكركي - صفحه 316

وقد أخذت من علماء العامّة كثيرا من مشاهير كتبهم، ففي الفقه مثل المنهاج للشيخ الإمام محيي الدين النواوي، ومثل الحاوي الصغير للإمام عبد الغفّار القزويني، ومثل الشرحين الكبير والصغير على الوجيز للشيخ المحقّق الإمام عبد الكريم القزويني، وغير ذلك. وفي الحديث….
ومنها: ما ذكره في إجازته لعلي بن عبد العالي الميسيّ ولولده إبراهيم، والتي مرّ الكلام عنها، حيث قال:
وقد رويت عن رجال العامّة وعلمائهم بالشام، مثل «الجامع الصحيح للبخاريّ» و «صحيح مسلم بن الحجّاج النيسابوريّّ»، و «سنن أبي داود السجستانيّ» و «جامع» الترمذيّ وابن ماجة وابن حبّان والنسائيّّ و….

الرابعة

عند الوقوف على أماكن صدور هذه الإجازات، نلاحظ أنّها تحتلّ مساحة جغرافيّة واسعة في العالم الإسلاميّ، فهي تتوزّع على مدن تفصل بينها آلاف الكيلومترات، كجبل عامل، ومكّة المكرّمة، ومصر، ودمشق، وبيت المقدس، والنجف الأشرف، وبغداد، وقم، وأصفهان، وكاشان، وهراة.
علما بأنّ بعض هذه الإجازات لم نقف لحدّ الآن على أماكن صدورها، ولاعلى تأريخها.
وهذا إن دلّ على شيء إنّما يدلّ على علوّ همّة المحقّق الكركيّ وسعيه الحثيث والمتواصل في طلب العلم، حيث قضى أربعين عاما من عمره المبارك في رحلة متواصلة، متجوّلا في العواصم العلميّة آنذاك، بعيدا عن وطنه وأهله، مهاجرا في سبيل اللّه تعالى.

صفحه از 400