إجازات المحقّق الكركي - صفحه 317

الخامسة

على الرغم من تتبّعي المتواصل لهذه الإجازات، وبأمل الحصول على صورها الكاملة للاستعانة بها في دراسة حياة هذا العالم الجليل، إذ أنّ كلّ واحدة منها تفتح أمامنا أبوابا جديدة لمعرفة حياته. فتأريخ كلّ إجازة، ومكان صدورها، وما فيها من أسماء للمؤلّفات والأعلام ومعلومات أخرى، تعيننا في الوقوف أكثر فأكثر على حياته العلمّية والسياسيّة.
على الرغم من ذلك كلّه لم أستطع الحصول إلاّ على أقل من نصف هذه الإجازات، فقد أحصيت له ثماني وثلاثين إجازة ثبتت نسبتها له، وعثرت على صور خمس عشرة منها فقط، ولازلت جادّا في البحث والتنقيب عن بقيّة الإجازات، عسى أن يوفّقنا اللّه تعالى للوقوف عليها.

السادسة

في أثناء البحث عن هذه الإجازات، ودراسة كلّ واحدة منها، وقفت على بعض الأخطاء والالتباسات التي وقع فيها بعض العلماء المتقدّمين، وعدد من المؤلّفين المعاصرين.
وقد ترتّبت آثار كثيرة على بعض هذه الالتباسات، فعند نسبة إجازة معيّنة للمحقق الكركيّ ــ وهي ليست له في الواقع ــ تنسب إليه كافّة المعلومات الواردة فيها، كالمؤلّفات والمشايخ والطرق والأسانيد. فنسب للكركيّ ما ليس له من الّمؤلفات، وجعل تلميذا ومستجيزا لمن لم يره ولم يجتمع به طيلة حياته، ونسب له التواجد والدراسة في مدن لم يرها ولو مرّة واحدة في عمره.
وكان بودّي أن أتعرّض لهذه الإلتباسات هنا، وأبيّن بطلانها، وأردّها، مستدلا على ذلك كلّه بأدلّة قطعيّة، إلا أنّ بناء هذه المقالة على الاختصار منعني من ذلك، وإنّي احيل القارئ الكريم لمعرفتها إلى كتابنا الذي نحن بصدد إكماله والذي يتناول كلّ جوانب حياة المحقّق الكركيّ، وفقنا اللّه لإتمامه وطبعه سريعا.

صفحه از 400