منهاج الحقّ و اليقين في تفضيل عليّ أميرالمؤمنين علي سائر الأنبياء و المرسلین - صفحه 45

بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ » 1 ومولاي لمّا عرضت له الدنيا قال لها : إليك عنّي يا غرارة ؛ فقد طلّقتك ثلاثاً لا رجعة لي إليك، ولا لي رغبة فيك . فهل عندك ما ينافي هذا ؟
قال : لا . ثمّ قال : فبما فضّلتيه على موسى ؟
قالت : قال اللّه تعالى في قصّة موسى لمّا خاف : « فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ » 2 وقال : « فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ * وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ » 3 حتّى قال اللّه تعالى : « يَا مُوسَى لاَ تَخَفْ إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ » 4 ومولاي لمّا أراد المشركون قتل رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، بات على فراش رسول اللّه ووقاه بنفسه ولم يخش ولم يخف 5 ، فأنزل اللّه في حقّه : « وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ » 6 فهل عندك ما ينافي هذا ؟
قال : لا . ثمّ قال : فبما فضّلتيه على عيسى ؟
قالت : قال اللّه تعالى في قصّة مريم : « فَأَجَاءَهَا الْمَـخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذَا وَكُنتُ نَسْياً مَنْسِيّاً » 7 ووضعته في أصل جذع النخلة ، ومولاي لمّا وقعت اُمّه في المخاض ، فتحت لها باب الكعبة ودخلت ووضعته في وسط بيت الحرام ، وما فُضّل بهذه الفضيلة ولا شُرِّف بهذا الشرف غيره ، فهل عندك ما ينافي ذلك ؟
قال : لا . ثمّ قال : واللّه لو لم تذكرين هذه الدلائل الواضحة لكنت اُعذّبنّك عذاباً شديداً . ثمّ أمر لها بجوائز سنيّة وعطايا هنيّة 8 .

1.سورة ص ، الآية ۳۵ .

2.سورة القصص ، الآية ۲۱ .

3.سورة الشعراء : الآيتان ۱۳ ـ ۱۴ .

4.سورة النمل ، الآية ۱۰ .

5.«ب» : ولم يخف ولم يخش .

6.سورة البقرة ، الآية ۲۰۷ .

7.سورة مريم ، الآية ۲۳ .

8.الروضة في المعجزات والفضائل، ص ۱۶۱ ؛ وعنه في بحار الأنوار، ج ۴۶، ص ۱۳۴ ؛ وانظر الصراط المستقيم، ج ۱، ص ۲۳۰ ؛ الأنوار النعمانيّة، ج ۱، ص ۲۵ .

صفحه از 81