منهاج الحقّ و اليقين في تفضيل عليّ أميرالمؤمنين علي سائر الأنبياء و المرسلین - صفحه 53

اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد نبيّك أن تغفر لعليّ وليّك . فلمّا خرجت لاُخبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله فرأيته ساجداً وهو يقول في سجوده : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ عليّ وليّك أن تغفر لمحمّد نبيّك 1 .
وأيضاً من ذلك ما ذكر في كتاب مشارق أنوار اليقين 2 في مناقب أمير المؤمنين 3 عن محمّد بن سنان ، عن ابن عبّاس ، قال : كنّا جلوساً عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله إذ أقبل عليّ بن أبي طالب ، فقال له 4 النبيّ صلى الله عليه و آله : مرحباً بمن خلقه اللّه قبل آدم بأربعين ألف سنة . قال : قلنا : يا رسول اللّه ، أكان الابن قبل الأب ؟ قال : نعم ، إنّ اللّه خلقني وعليّاً من نور واحدٍ قبل خلقه بهذه المدّة ، ثمّ قسمه نصفين ، ثمّ خلق جميع الأنبياء 5 من نوري ونور عليّ ، ثمّ جعلنا عن يمين العرش ، فسبّحنا فسبّحت الملائكة ، وهلّلنا وهلّلت الملائكة ، فكبّرنا فكبّرت الملائكة ، فكلّ من سبّح اللّه وكبّره فإنّ ذلك من تعليمي وتعليم عليّ 6 .
فإذا كان كلّ من سبّح اللّه وكبّر اللّه وعبد اللّه يكون من تعليمه وتعليم عليّ ، فكيف لا يكون عليّ أفضل من غير محمّد 7 من الأنبياء؛ لأنّهما المعلّم ؟
وروي عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال : لمّا خلق اللّه تعالى آدم وحوّاء تبخترا في الجنّة ، فقال آدم لحوّاء : ما خلق اللّه تعالى أحسن منّا ! فأوحى اللّه تعالى إلى جبرئيل أن ائت بعبدي إلى الفردوس الأعلى . فلمّا دخلا الفردوس نظرا إلى جارية على درنوك من درانيك الجنّة ، على رأسها تاج من نور، وفي اُذنيها قرطان من النور ، قد أشرقت الجنان من نور وجهها ، فقال آدم : حبيبي جبرئيل ، مَن هذه الجارية التي قد أشرقت من نور وجهها الجنان ؟ فقال : هذه فاطمة بنت نبيّ من ولدك يكون في آخر الزمان . قال : فما هذا التاج الذي على رأسها ؟ قال : بعلها عليّ بن أبي طالب . قال : وما القرطان ؟ قال : ولديها الحسن والحسين . قال آدم : حبيبي جبرئيل ، أ خُلقوا قبلي ؟ قال : هم

1.راجع تأويل الآيات الظاهرة، ج ۲، ص ۶۱۰ ـ ۶۱۱ .

2.«ألف» : مشارق الأنوار .

3.مشارق أنوار اليقين، ص ۵۸ .

4.ألف: له .

5.«ب» : جميع الأشياء .

6.المحتضر للحسن بن سليمان الحلّي ، ص ۱۶۵ ، تأويل الآيات الظاهرة ، ج ۲ ، ص ۵۰۱ ـ ۵۰۲ ؛ الأنوار النعمانيّة ، ج ۱، ص ۲۲ .

7.«ب» : من غير نبيّنا محمّد صلى الله عليه و آله .

صفحه از 81