حاشية الصحيفة السجادية - صفحه 318

بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحَمْدُ للّه الذي جَعَلَ الدُّعَاءَ عِبَادَةً ونَدَبَ اِليهِ، ووَعَدَ الدَّاعِينَ الاِجَابَةَ وحُسْنَ المَآبِ والزُّلفَى لَدَيْهِ، وجَعَلَ تَرْكَ الدُّعَاءِ اسْتِكْبَارا وتَوَعَّدَ عليهِ؛ فَقَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ في كِتَابِهِ المُبِينِ تَرْغِيبا لِلدَّاعِين وتَرْهيِبا لِلمُستَكبِرِين: «اُدْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ اِنَّ الذَّيِنَ يَسْتَكبِروُنَ عَنْ عِبَادَتي سَيَدْخُلُون جَهَنَّمَ دَاخِرِين» . ۱
وكَانَ أَعْظَمُ مَا يَتَدَاوَلُ بَيْنَ المُتَعَبِّدِين، الصَّحِيفَةَ المَنْقُولَةَ عَنْ سَيِّدِ العَابِدِينِ عليه السلام ؛ إذ هي حَلاَوَةُ ثَمَرَةٍ أَصْلُهَا سَيِّدُ المُرسَلِين، ونَفْسُ نَفْسٍ مُتَّصِلَةٍ بِحَضْرَةِ قُدْسِ رَبِّ العَالَمِينِ. وكَانَ فِيهَا أَلفَاظٌ لُغَوِيَّةٌ لِكُلِّ أَحَدٍ لا تُفْهَم، وكَلِمَاتٌ يَحْتَاجُ في فَهْمِ مَعَانِيهَا إلى أَنْ يُتَرْجَمَ، فَكَتَبْتُ على بَعْضٍ مِنْهَا شَيْئا عَثَرْتُ تَعْثِرَةً في كُتُبِ اللُّغَةِ عليهِ، وكَتَبْتُ في آخِرِ كُلِّ كَلاَمٍ حَرْفا مِنْ حُرُوفِ الكِتَابِ الذي أَخَذْتُ مِنْهُ؛ لِيَتَنَبَّهَ النَّاظِرُ اِلَيهِ، وإن كَانَ مِنّي كَتَبْتُ سِينا، واخْتَصَرْتُ ذلكَ اخْتِصَارا مُبِينا.

1 . دُعَاؤُهُ عليه السلام إِذَا ابْتَدَأَ بِالدُّعَاءِ

[1] النَّعْتُ: الصِّفَةُ (ص) ۲ . [وقِيلَ: بَيْنَهُمَا فَرْقٌ، وهو أنّ النَّعْتَ لا يَكُون إلّا مَدْحا نحو صَالِحٍ وكَرِيمٍ، وذَاتِيّا كَالبُرُودَةِ في المَاءِ والحَرَارَةِ في النَّارِ. والوَصْفُ يَكُون ذَاتِيّا وغير ذَاتِيٍّ ومَدْحا وذَمّا.] ۳
]2] الوَهْمُ: فِعْلُ أَحَدِ القُوى البَاطِنَةِ مِن الحَافِظَةِ والذَّاكِرَةِ والمُتَخَيِّلَةِ والوَاهِمَةِ (س).

1.سوره غافر، آيه ۶۰.

2.ج ۱، ص ۲۶۹.

3.ق: ـ[ ] .

صفحه از 564