رسالة في علم الرجال - صفحه 438

و لصاحب الحدائق فيها كلام ذكره لإثبات مدّعاه، و غير خفيّ على كلّ ذي مسكة أنّه أدلّ دليل على مدّعانا، و لفظه هذا:
و نقل الصدوق في كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام حديثا في سنده محمّد بن عبد اللّه المسمعي، ثمّ قال بعد تمام الحديث ما هذا لفظه: «قال مصنّف هذا الكتاب: كان شيخنا محمّد بن الحسن [ابن ]الوليد سيّئ الرأي في محمّد بن عبد اللّه المسمعي راوي هذا الحديث، و إنّما أخرجت هذا الخبر في هذا الكتاب لأنّه كان في كتاب الرحمة، و قد قرأته عليه، فلم ينكره و رواه لي».۱
أقول: كتاب الرحمة لسعد بن عبد اللّه ، و كان من الكتب المشهورة كما اعترف به الصدوق رحمه اللهفي أوّل من لا يحضره الفقيه، ۲ و هو رحمه اللهمع اعترافه بكونه من الكتب المشهورة لم يعتمد على خبره، بل اعتمد على تصحيح الغير، و هو شيخه ابن الوليد.
و حال الشيخ الطوسي في الاجتهاد في السند و الدلالة غير محتاجة إلى البيان، و تدوينه في علم الرجال و ملاحظةُ طريقته في كتابيه أصدق شاهد على المدّعى.
فالعجب ممّن تابعه كيف استغنى عنه! و كذا العجب أنّ القدماء مع قرب عهدهم و سهولة اطّلاعهم بأحوالهم لم يعوّل بعضهم على بعض، و بعض المتأخّرين يعوّلون مع بعده!
أ لا ترى أنّ الصدوق رحمه الله ما أورد جميع ما في الكافي في من لا يحضره الفقيه، بل قال فيه: «و لم أقصد فيه قصد المصنّفين في إيراد [جميع] ما رووه، بل قصدت... إلخ» ۳ مشعرا بعدم صحّة الكتب السابقة عنده منها الكافي، بل سائر كتب نفسه.
و كذا الشيخ الطوسي رحمه الله ما أورد جميع ما في الكافي في ۴ التهذيب و الاستبصار.
و قد حكي عن جماعة من القدماء الطعن في بعض أخبار الكافي بما يقتضي أن لا يكون محلّ اعتبار، فعن المفيد رحمه اللهأنّه قال في رسالته في الردّ على الصدوق: «فأمّا ما يتعلّق به أصحاب العدد من أنّ شهر رمضان لا يكون أقلّ من ثلاثين يوما، فهي أحاديث

1.من لا يحضره الفقيه، ج۱، ص۲.

2.عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج۲، ص۲۱، ذيل ح۴۵؛ الحدائق الناضرة، ج۱، ص۱۴.

3.من لا يحضره الفقيه، ج۱، ص۴.

4.في النسخة: «و» بدل «في»، و هو سهو واضح.

صفحه از 478