اللفظ دليلاً على التكرير في المعنى ، ۱ كأنّ مَن اُلقي في الجحيم ينكبّ مرّة بعد مرّة حتّى يستقرّ في قَعرها .
والضمير للذين عبدهم الغاوون من دون اللّه حيث اقتدوا بهم وجعلوهم رؤساء من دون توقيف من اللّه وإذن منه ، وسوّوهم بربّ العالمين حيث جعلوا حكمهم في الدِّين كحكم اللّه في وجوب اتّباعه ، وإن لم يأذن في الاتّباع من هو أقوى ۲ وأعلى منهم .
(فِيها) : في الجحيم (هُمْ) ؛ تأكيدٌ لضمير كبكبوا . (وَالْغَاوُونَ»۳ ) . الغيّ : الضلال والخيبة أيضا ، وهم الجهلة أتباع أئمّة ۴ الضلالة .
(قَالَ : هُمْ) . الضمير للمعبودين ، والعابدين لهم بتقليدهم .
(قَوْمٌ وَصَفُوا عَدْلاً) . هو بالفتح : المتوسّط ين الإفراط والتفريط ، والمراد هنا الصدق المذكور في آية سورة الزمر : «وَالَّذِى جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ»۵ ، موافقا لآية سورة الأنعام : «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقا وَعَدْلاً لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ»۶ ، وكلّ من العدل والصدق وكلمة «ربّك» عبارة عن الآيات البيّنات المخرجة من الظلمات إلى النور الناهية عن اتّباع الظنّ والاختلاف عن ظن ، فإنّها ميزان عدل في كلّ شريعة ؛ إذ كلّ حكم وعمل لم يوافقها كان فاسدا ، وكلّ حكم وعمل وافقها كان صحيحا ، كما في آية سورة النساء : «وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ»۷ .
(بِأَلْسِنَتِهِمْ) . نعتٌ لقوله : «عدلاً» وإشارة إلى أنّ مضمونه معلوم لهم بلا اشتباه .
(ثُمَّ) ؛ للتعجّب . (خَالَفُوهُ إِلى غَيْرِهِ) . تعدية المخالفة بـ «إلى» لتضمين معنى التوجّه ،