فتح الباب لمغلقات هذا الكتاب - صفحه 58

قوله : (هل يسع الناس المقام على الجهالة) .
المقام ـ بضمّ الميم على أن يكون مصدرا ميميّا ـ بمعنى الإقامة، كما في قوله تعالى : «لَا مُقَامَ لَكُمْ»۱ بالضمّ، أي لا إقامة لكم ، ويحتمل أن يكون بفتح الميم مصدرا ميميّا بمعنى القيام .
قال الجوهري :
المقام بالضمّ والفتح قد يكون كلّ واحد منهما بمعنى الإقامة وبمعنى موضع القيام؛ لأنّك إذا جعلته من قام يقوم فمفتوح ، وإن جعلته من أقام يقيم فمضموم؛ لأنّ الفعل إذا جاوز الثلاثة فالموضع مضموم الميم؛ لأنّه مشبّه ببناء الأربع، نحو دحرج ، يُقال : هذا مُدَحرَجُنا ، وقوله تعالى : «لَا مُقَامَ لَكُمْ» بالضمّ ، أي لا إقامة لكم، وبالفتح أي لا موضع لكم . وقوله تعالى : «حَسُنَتْ مُسْتَقَرّا وَمُقَاما»۲ أي موضعا . ۳
تمَّ كلام الجوهري .
قوله : (جهة الاستحسان) .
الاستحسان لغةً استفعال من الحسن ، ويُطلق على الإحسان إلى ما يهواه من الصور والمعاني والأفعال وإن كان مستقبحا عند غيره . واصطلاحا قال بعض الحنفيّة والحنابلة : إنّه دليل ينقدح [في] نفس المجتهد [و] لا يقدر على إظهاره؛ لعدم مساعدة العبارة . ۴
وقال بعضهم : إنّه عدول عن قياس إلى قياس أقوى . ۵
وقال آخرون : تخصيص القياس بأقوى منه . ۶
وقال الكرخي : هو عبارة عن العدول في مسألة عن مثل ما حكم به في نظائره إلى

1.الأحزاب (۳۳) : ۱۳ .

2.الفرقان (۲۵) : ۷۶ .

3.الصحاح، ج ۵، ص ۲۰۱۷ (قوم).

4.الإحكام للآمدي، ج ۴، ص ۳۹۱؛ الإبهاج في شرح المنهاج، ج ۳، ص ۱۸۸؛ والمستصفى للرازي، ج۱، ص ۲۸۱.

5.قال به البزدوي اُنظر كشف الأسرار عن اُصول فخر الإسلام البزدوي، ج ۴، ص ۴.

6.أورده أبو الخطّاب في التمهيد، ج ۴، ص ۹۳، وابن قدامة في روضة الناظر، ج ۳، ص ۵۳۲.

صفحه از 90