فتح الباب لمغلقات هذا الكتاب
بسم اللّه الرحمن الرحيم ، ومنك الإعانة يا كريم
الحمد للّه الكافي لنا رشحٌ من بحر إحسانه ، الوافي لنا وعدَه من عفوه وغفرانه ، والصلاة والسلام على مَن حديثه مروّي روح الإنسان وجنانه ، وآله وأولاده الذين وصلوا أعلى معارج عرفانه .
وبعدُ ، فيقول الراجي عفو ربّه الودود، مطيع بن محمود ـ عصمهما اللّه من الندامة في اليوم الموعود ـ : لمّا قرأ عليَّ بعض الأحباب كتاب الكافي ، وتردّد لديَّ الطلّاب باحثا عمّا فيه من الحجاب الخافي ، أردت أن أكتب لهم ما يرفع الأستار عن وجوه معانيه ، ويدفع الأحجار عن طرق مبانيه ، فنمّقت ما وصل إليه خاطري الفاتر ، ونبقت ما حصل عند فكري القاصر، مقتصرا في الاكتساب بالقليل ، معرضا عن الإطناب والتطويل ، مع تشوّش الحال وتشتّت الجنان ، بنوائب الأمر وطوارق الحدثان ، حين قربي عن الحزَن؛ لبُعدي عن الوطن ، فسلكت مسلك التصنيف مع عدم الاستطاعة ، وقطعت مسافة التأليف مع قلّة البضاعة ، وسمّيته فتح الباب لمغلقات هذا الكتاب وأرجو من اللّه حُسن الثواب ، وأن يجعله ذخيرة ليوم الحساب؛ إنّه الكريم الوهّاب .
قوله : (الحمد للّه المحمود بنعمته) .
الباء للاستعانة . والمراد بالنِّعمة اللسان؛ أي المحمود بنعمة خلقها فينا و وضعها فينا ، أو للسببيّة . والمراد بالنعمة مطلق النِّعمة ، والأوّل أحسن . ۱
1.وجه الأحسنيّة أنّ في المعنى الثاني غيره أيضا محمود بسبب نعمته (منه) .