فتح الباب لمغلقات هذا الكتاب - صفحه 51

يُدرك بالأبصار والعقول .
ويحتمل أن تكون أيضا عاطفة ، ومعنى «دنا» قرب بالأشياء في الوجود ، ومعنى «فتعالى» بعُد عنها في أنّ وجوده تعالى ذاتي ووجود الأشياء عرضيّ .
وحاصل المعنى أنّه شيء لا كالأشياء . فإذا كانت الفاء في الفقرة الاُولى سببيّة ، ينبغي أن تكون في الفقرة الثانية أيضا سببيّة ، وإذا كانت في الاُولى عاطفة، ينبغي أن تكون في الثانية أيضا كذلك؛ ليحسن التقابل .
قوله : (ارتفع فوق كلّ منظر) .
المنظر مكان النظر لا أنّه مصدر ميميّ بمعنى النظر كما توهّمه بعضٌ من اُولي النظر . ۱
قوله : (لا بدء لأوّليّته).
البدء ـ بفتح الأوّل وسكون الثاني ـ : الابتداء، يعني ليس لأوّليّته ابتداء، سواء كان زمانيّا أو ذاتيّا .
أمّا عدم البدء الزماني ، فلأنّه تعالى خلق الزمان ولم يكن . وأمّا [عدم] بدء الذاتي، فلأنّه تعالى علّة الأشياء وجاعلها ولا علّة له تعالى .
وكذا قوله : (لا غاية لأزليّته) .
قوله : (القائم قبل الأشياء) أي القائم بذاته قبل إيجاد الأشياء .
قوله : (به قوامها) أي وجود الأشياء وبقاؤها .
قوله : (بالملكوت): العزّ والمملكة .
قوله : (بالجبروت) هي المبالغة في الجبر . والجبر في أصل الوضع إصلاح العظم المكسور ، ويستعمل في القهر والقوّة أيضا ، فالجبروت إمّا بمعنى الأصلي بمعنى إصلاح عظام الأشياء من كسر العدم إلى صحّة الوجود . وإمّا من المعنى المستعمل فيه بمعنى خلق الأشياء جبرا وقهرا، بحيث لا مانع لحكمه، ولا رادّ لأمره تعالى .
قوله : (لا من شيء): لا من أصلٍ ومادّة.

1.انظر مرآة العقول، ج ۱، ص ۶.

صفحه از 90