فتح الباب لمغلقات هذا الكتاب - صفحه 76

الأقدم ـ هو العرش العقلاني ، والمراد باليمين مطلق الجانب، والتعبير عنه باليمين للتشريف والتفخيم ... .
ومن هناك يلمع ۱ سرّ قوله صلى الله عليه و آله : «أوّل ما خلق اللّه نوري» يعني أوّل الصوادر وأوّل المبتدعات، ۲ وهو العقل الأوّل، كما إيّاه عنى بقوله صلى الله عليه و آله في حديثٍ آخر : «أوّل ما خلق اللّه العقل» . وبسط القول في تحقيق ذلك على ذمّة كتابنا تقويم الإيمان في الحكمة الإلهيّة . ۳
انتهت كلماته رفعت درجاته .
أقول : المراد حينئذٍ من النور في قوله عليه السلام : «من نور» ، نور قدرته أو عظمته، كما سيجيء في باب خلق أبدان الأئمّة وأرواحهم عليهم السلام : أنّ أرواحهم خُلقت من نور عظمته . ۴
ويُحتمل أن يكون المراد منه النور النبويّ صلى الله عليه و آله ، فحينئذٍ المخلوق الأوّل الأقدم الحقيقي نوره صلى الله عليه و آله ، ثمّ العقل المجرّد الإنساني وهو الأوّل الإضافي في حديث «أوّل ما خلق اللّه العقل» والروحاني منسوب إلى الروح .
قال في الصحاح :
زعم أبو الخطّاب أنّه سمع من العرب من يقول في النسبة إلى الملائكة والجنّ: رُوحانيٌّ بضمّ الراء، والجمع: رُوحانيّون .
وزعم أبو عبيدة أنّ العرب يقوله لكلّ شيء فيه روح ، ويقال مكان رَوحانيّ بالفتح أي طيّب . ۵
قوله : (ثمّ جعل للعقل خمسة وسبعين جندا) . [ح 14] اعلم أنّ المذكور فيه ثمانية وسبعون ، ووجه ذلك ما ذكره شيخنا أبو جعفر محمّد بن الحسن طاب ثراه ۶ وهو أنّ بعض رواة هذا الحديث روى بعض ألفاظه المتقابلة

1.في المصدر: «المبدعات».

2.في المصدر: «يلتمع».

3.التعليقة على الكافي، ص ۴۰ ـ ۴۱.

4.اُنظر الكافي، ج ۱، ص ۳۸۹، ح ۲.

5.الصحاح، ج ۱، ص ۳۶۷ (روح).

6.أراد به محمّد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني، المعروف بالشيخ محمّد صاحب استقصاء الاعتبار.

صفحه از 90