بالمعنى، ونقله بلفظٍ مرادف للفظه الأصلي ، ورواه البعض الآخر بلفظه الأصلي مع اتّفاق الكلّ على إبقاء ما يقابله على حاله وروايته بلفظه، فحصل التكرار والزيادة ، فجمع بعض المؤلِّفين بين الروايتين على أنّهما واحدة ، وأخذه المؤلّف ـ طاب ثراه ـ من تأليفه على حاله، فحصل التكرار والزيادة كما ترى . ۱
وقال شيخنا وسندنا بهاء الملّة والدِّين ـ جعله اللّه في الجنّة من الخالدين ـ : لعلّ الفقرات الزائدة إحدى فقرتي الرجاء والطمع ، وإحدى فقرتي الفهم وضدّه الحمق ، والفهم وضدّه الغباوة ، وإحدى السلامة والعافية ، فجمع الناسخون بين البدلين غافلين عن البدليّة . ۲
وقال شيخي واُستاذي ـ أيّده اللّه تعالى ـ في بيان الفقرات الزائدة ما معناه : أنّه كرّر الحرص فجعله ضدّا للتوكّل تارةً، وللقنوع اُخرى، وكرّر الفهم، فجعل الحمق ضدّه في موضع، والغباوة في آخر ، وكرّر البلاء وجعله ضدّا للعافية وضدّا للسلامة ، ۳ فيكون الزيادة في هذه الثلاثة المتكرّرة .
قوله : (من رحمتي) . [ح 14] قيل : المراد من الرحمة الرحمة العامّة التي وسعت كلّ شيء، لا الرحمة الخاصّة التي هي لأهل السعادة خاصّةً؛ لخروج الجهل وجنده من تلك الرحمة .
أقول : ويمكن أن يُقال : لا حاجة إلى هذا التوجيه؛ لأنّ المؤمن قد يكون فيه بعض صفات جند الجهل كما يذكر بعد ذلك .
بل نقول : العمل بمقتضى هذه الصفات ذنب لا يدخل في رحمته عامله كالعداوة والحسد مثلاً ، فإنّ العمل بمقتضاهما عصيان . وقوله : فيما بعد «فإن عصيت» صريح في هذا المعنى ، فتبصّر .
1.حكاه عنه السيّد بدر الدين الحسيني في الحاشية على اُصول الكافي، ص ۴۲.
2.حكاه عنه المولى محمّد صالح المازندراني في شرح اُصول الكافي، ج ۱، ص ۲۱۰.
3.الحاشية على اُصول الكافي للسيّد بدر الدين بن أحمد الحسيني، ص ۴۱.