فتح الباب لمغلقات هذا الكتاب - صفحه 80

قال شيخنا بهاء الملّة والدِّين رحمه اللّه تعالى :
لعلّ المراد بالسلامة سلامة الناس منه . وفي الحديث : «المسلم من سَلم المسلمون من يده ولسانه ». ۱
ويُراد بالبلاء ابتلاء الناس ، وإلّا فالبلاء موكّل بالأنبياء ثمّ الأولياء ، ثمّ الأمثل فالأمثل . ۲
انتهى كلامه ، أعلى اللّه مقامه .
والذي يخطر ببالي أنّ المراد بالسلامة سلامة النفس من الحسد وسوء الظنّ؛ بدليل ذكرها فيما يلي البغض، وعدم ذكر الحسد في جملة الجند .
قوله : (والشهامة وضدّها البلادة). [ح 14] الشهامة ذكاء الفؤاد والاستعداد لإدراك الشيء ، والبلادة عدم الاستعداد .
قوله : (والفهم وضدّه الغباوة) . [ح 14] الفهم هو التفطّن لما بلغ إليه ، والغباوة عدم التفطّن لما بلغ إليه، فظهرت المغايرة بين الشهامة والفهم ، وكذا بين البلادة والغباوة .
قوله : (المعرفة وضدّها الإنكار) . [ح 14] المعرفة: الاعتراف ، قال في الصحاح : «يُقال : ما أعرف لأحدٍ يصرعني أي [ما ]اعترف». ۳ والمراد بالمعرفة الاعتراف بحقّ لغيره عليه ، والإنكار عدمه .
قوله : (المداراة وضدّها المكاشفة). [ح 14] المداراة: الملاينة للأعداء ، والمكاشفة: كشف العداوة وإظهارها لهم ؛ تقول : داريته ودارأته: إذا لقيته ولاينته ، وتقول : كاشفته: إذا أظهرت عداوته .
قوله : (سلامة الغيب) [ح 14] أي سلامته في وقت الغيب من ضرره كما في الحضور فأُضيفت إلى ظرفه كصلاة الفجر .

1.اُنظر الحديث في المحاسن، ج ۱، ص ۲۸۴، الباب ۴۶، ح ۴۲۶؛ والكافي، ج ۲، ص ۲۳۴، باب المؤمن وعلاماته، ح ۱۲.

2.حكاه عنه العلّامة المجلسي في البحار، ج ۱، ص ۱۱۳.

3.الصحاح، ج ۴، ص ۱۴۰۰، (عرف).

صفحه از 90