فتح الباب لمغلقات هذا الكتاب - صفحه 88

أقول : هذا المعنى لا يناسب الحديث السابق حيث قال ثمّة: «ثمّ خلق الجهل من البحر الاُجاج ظلمانيا، فقال له : أدبر فأدبر ، ثمّ قال له : أقبل فلم يقبل» إذ لو كان المراد من الأمر الأمر التكويني، لم يمكن للجهل أن لا يقبل عند الأمر بالإقبال؛ لأنّ أمره تعالى إذا أراد شيئا أن يقول له: كُن فيكون .
ولايصحّ أن يكون الأمر للعقل الأمرَ التكويني وللجهل التكليفي وهو ظاهر ليس بخفيّ .
فالمعنى ما ذكرناه في الحديث السابق، وهذا الحديث غير مخالف له، بل مطابق ، فتبصّر .
قوله : (وبالعقل استُخْرِجَ غورُ الحكمة) . [ح 34] الغور : قعر البحر ونحوه . والمعنى : أنّ بالعقل استخرج ما في غور الحكمة من درر المعاني ولآلي المعارف ، وبالحكمة استخرج ما في غور العقل من جواهر الكمال وأعلى مراتبه . والمراد بالعقل العقل الفطري، وبالحكمة العلم ، فبالعقل يحصل ما في بحر (قعر) العلم من المعارف الإلهيّة، والمطالب الحقيقيّة بقدر الطاقة البشريّة .
وبالعلم يكتسب كمال العقل، وجعله نورانيّا متوجِّها إلى عالم القدس، متضيئا من الأنوار الملكوتيّة، مستفيضا من الأسرار اللاهوتيّة، أوصلنا اللّه تعالى إلى هذا المقام، وأيقظنا بلطفه من المنام، بمحمّد وآله خير الأنام .

باب فرض العلم ووجوب طلبه والحثّ عليه

قوله : (أخبرنا) [ح 1/38] ، هو من زيادات التلامذة كما أشرنا إليه آنفا .
قوله : (طلب العلم فريضة على كلّ مسلم) إلخ . [ح 1/38] المسلم ذات ثبت له الإسلام، مذكّرا كان أو مؤنّثا. وفيه إشارة إلى أنّه من ضروريّات دين الإسلام . وبُغاة العلم: طُلّابه .
قوله : (لم يُزَكِّ) [ح 8/44]؛ من التزكية بمعنى التطهير يعني لم يحسن ولم يخلص له عملاً .
قوله : (بالسياط) [ح 9/45]؛ جمع سوط المقرعة ، وأصله أن تختلط أشياء في إنائك، ثمّ تضربها بيدك حتّى تختلط، سمّيت بذلك لأنّها تختلط اللحم بالدم .

صفحه از 90