أقوى من الجمع الذي ذكرناه ، ولا أقرب إلى النجاة من الوجه الذي اخترناه ، وهل يجوّز أحد من اُولي الألباب ، أن يقف عبد من عباد اللّه يوم الحساب ، فيُقالَ له : بِمَ كنت تعمل في الأحكام الشرعيّة ؟ وعلى أيّ شيء كنت تعتمد في التكليفات الإلهيّة؟ فيقولَ : كنت أعمل بقول المعصوم ، وأقتفي أثره وما ثبت عنه من العلوم ، فإن اشتبه عليَّ شيء عملت بالاحتياط ، فتزلّ قدم هذا العبد على الصراط ، ويُقابَل بالإهانة والإحباط ، ويُؤمَر به إلى النار ، ويحرم مرافقَة الأخيار ؟! هيهات هيهات أن يكون أهل التسامح والتساهل في الدين يومئذٍ في الجنّة خالدين ، وأهل الاحتياط في النار معذّبين .
أقول قولي هذا ، وأستغفر اللّه لي ولكم . محمّد بن الحسن الحرّ العاملي عامله بلطفه الجليّ والخفيّ.