شرح مناظرة الإمام الصادق عليه ‏السلام مع الزنديق - صفحه 169

شرح مناظرة الإمام الصادق عليه السلام مع الزنديق

بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه كاشف أستار الشبه عن وجوه أخبار الراسخين في العلم ، وناسف أطواد أطوار الاشكال المشتبه عن أرض آثار كلّي عالم النفس والحلم المقدّس، عزّ وحدته عن ذلّ الشركة والمثليّة، بالبراهين العقليّة والأدلّة النقليّة، والمجاهدات القلبيّة، والمكاشفات الذوقيّة .
والصلاة والسلام على أوّل من مهّدوا بساط المعرفة بالدليل، وأفاضوا على المستعدّين من ذلك بقدر استعدادهم باردَ العذب السلسبيل، محمّد وآله عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ، وإذا خاطبوا أسرّوا في خطابهم الأنبياء إسرارا للأذكياء يرتقون في مقامهم مقاما فمقاما .
وبعدُ ، فالباعث على تحرير هذه العجالة، مع توفّر الضجر والكسالة، إزاحة إشكالٍ ذاع على ألسنة أهل البسالة، ورفع حجاب عن شمس بزغت عن اُفق فلك الجلالة ؛ أعني أثرا رواه ثقة الإسلام في الكافي عن الوافي بحصول المرام، والشافي لجميع أمراض القلوب والأسقام ؛ أعني بإسناده المعنعن [عن] الإمام الصادق عليه السلام .
[عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ؛ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ فِي حَدِيثِ الزِّنْدِيقِ الَّذِي أَتى أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام وَكَانَ مِنْ قَوْلِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «لَا يَخْلُو قَوْلُكَ: «إِنَّهُمَا اثْنَانِ» مِنْ أَنْ يَكُونَا قَدِيمَيْنِ قَوِيَّيْنِ، أَوْ يَكُونَا ضَعِيفَيْنِ، أَوْ يَكُونَ أَحَدُهُمَا قَوِيّا وَالْاخَرُ ضَعِيفا، فَإِنْ كَانَا قَوِيَّيْنِ، فَلِمَ لَا يَدْفَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، وَيَتَفَرَّدَ بِالتَّدْبِيرِ؟ وَإِنْ زَعَمْتَ أَنَّ أَحَدَهُمَا قَوِيٌّ، وَالْاخَرَ ضَعِيفٌ، ثَبَتَ أَنَّهُ وَاحِدٌ كَمَا

صفحه از 178