كوه و كُتَلِ راه علم و عمل (امريه) - صفحه 490

ثمّ قوام الإرادة المستوجبة هذا الفضلات والأعضاء الأدويّة ، فإذن تلك الهيئة الشوقيّة المتأكّدة الأكيدة الإجماعيّة المعبّر عنها بالإرادة حالة شوقيّة اجماليّة للنفس بحيث إذا ما قيست على الفعل نفسه وكان هو الملتفت إليه باللحاظ بالذات كانت هي شوقا وإرادة بالنسبة إلى نفس الفعل ، وإذا ما قيست إلى إرادة الفعل والشوق الاجتماعي إليه ، وكان الملحوظ الملتفت إليه بالذات تلك الإرادة الاجتماعيّة لا نفس الفعل كانت هي شوقا وإرادة اُخرى جديدة ، وكذلك الأمر في إرادة الإرادة وإرادة إرادة الإرادة إلى سائر المراتب التي في مشيّة الفعل استطاعة أن يلتفت إليها بالذات ويلاحظها على التفصيل ، فكلّ من تلك الإرادة الملحوظة على التفصيل يكون بالإرادة والاختيار ، وهي بأسرهما متضمّنة في تلك الحالة الشوقيّة الاجتماعية الإجماليّة المسمّاة بإرادة الفعل واختياره ، لست أقول تلك الإرادة هى إرادة الفعل بعينها ، بل أقول للنفس المتشوّقة المريدة المختارة للفعل حالة شوقيّة اجتماعيّة إجماليّة صالحة لان يفصلها العقل إلى إرادة الفعل وإلى إرادة الإرادة وإرادة إرادة الإرادة إلى حيث يتصحّح لحاظ الفعل على سبيل التفصيل بالفعل ، والترتيب بين تلك الإرادة بالتقدّم والتأخّر بالذات ليس يصادم اتّحادها في تلك الحالة الإجماليّة بهيئتها الوحدانيّه ؛ فإنّ ذلك إنّما يمتنع في الكمّيّة الاتّصاليّة والهويّة الامتداديّة لاغير ، فلذلك ما إنّ المسافة الآنية يستحيل أن تنحلّ على مقدّمات، ومتأخّرات بالذات هي أجزاء تلك المسافة وأبعاضها ، بل إنّما يصحّ تحليلها إلى أجزائها وأبعاضها المتقدّمة والمتأخرّة بالمكان.
وأمّا الحركة القطعيّة المتّصلة الواحدة المنطبقة على تلك المسافة المتّصلة الشخصيّة ؛ فإنّ العقل بمعونة الوهم يحللّه ا إلى أبعاضها المرتّبة بالسابقيّة والمسبوقيّة بالذات ، وسبيل الإرادة في ذلك سبيل العلم ؛ فإنّهما يرتصعان من نذي واحد ، وثنا غيرهما القريحة العقليّة في مهد واحد ، والبيان التفصيلي هنالك على ذمّة كتاب الإيقاضات ، فإذن تقول في إذاعة الشّك : إنّ ريم أنّه يلزم حصول الإرادة من غير إرادة واختيار ورضا من الإنسان بالقياس إليهما فقد نزع لك بطلان ذلك ، وإنّ ريم أنّه يجب انتهاء استناد الإرادة في وجودها ووجوبها إلى القدرة التامّة وجوبيّة ، والإرادة الحقّة الرّبوبيّة ، فقد عرفت أنّ ذلك هو الحقّ لا يحيص عنه

صفحه از 536