كوه و كُتَلِ راه علم و عمل (امريه) - صفحه 523

و أيضا روي عنه عليه السلام أنّه قال : «خرجنا على جنازة ، فبينا نحن في البقيع ، خرج علينا رسول اللّه وبيده محفرة ، فجاء وجلس ، ثمّ نكتب بها في الأرض ساعة ، ثمّ قال : ما منكم من أحد إلّا وقد كتب معقده من النار ومعقده من الجنّة. فقالوا : يا رسول اللّه ، فلنتكّل على كتابنا؟ فقال صلى الله عليه و آله : اعملوا ، فكلّ مسير لما خلق له ؛ أمّا من كان من أهل السعادة ، فسيصير لعمل السعادة ، وأمّا من كان من أهل الشقاوة ، فسيصير لعمل الشقاوة ، ثمّ قرء :«فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَ اتَّقَى * وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَ أَمَّا مَن بَخِلَ وَ اسْتَغْنَى * وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى»۱.۲
فسيّدنا صلى الله عليه و آله تلقى السائلين بغير ما يترقّبون تنبيها على أنّ سابق القدر صعب مستصعب ، لا يتحمله إلّا ملك مقرّب ، أو نبىّ مرسل ، أو مؤمن امتحن اللّه قلبه بالإيمان ، وأنّ المهمّ هو السؤال من تيسير الكلّ للعمل والمعرفة ، أو البعض دون البعض ، وعن خاتمة الاُمور وعلامة قضاء الخير وقضاء الشرّ ، لا عن القدر ولا عن سابق القدر ، بل لاحق القدر وما فيه من البدا بالسؤال أجدر ؛ إذ لو اعتقدوا أنّ كلّ ما قدر في الأزل فلابدّ من وقوعه حتما.
قال في الوافي :
لما دعوا اللّه في شيء من مطالبهم ، وما تضرّعوا إليه ، ولا خافوا منه ، ولا رجوا إليه إلى غير ذلك من نظائرها.
و أمّا عدم المنافات بين الأمرين فلا يفهمه من ألف ألف إلّا واحد ، وسرّه أنّ هذه الاُمور من جملة الأسباب ، وقد قدّر في الأزل أن يتحقّق بها لا بدونها. ۳
انتهى عبارة الوافي ، فليتأمّل.
وبالجملة جواب حضرت رسالت پناه در اين حديث بر قياس : «هِىَ مَوَ قِيتُ لِلنَّاسِ»۴ خلاف مقتضاى ظاهر است و از قبيل تنزيل سؤال منزله غير آن سؤال و مثل اين جواب كه حضرت امير المؤمنين عليه السلام از حضرت سيّد المرسلين صلى الله عليه و آله روايت كرده است از خود آن حضرت نيز در معدن دوم گذشت.

1.ليل (۹۲) : ۵ ـ ۱۰.

2.المصنّف، صنعاني ، ج ۱۱ ، ص ۱۱۵ ، ح ۲۰۰۷۴.

3.الوافي ، ج ۱ ، ص ۵۱۲.

4.بقره (۲) : ۱۸۹.

صفحه از 536