شرح ثلاثة أحاديث - صفحه 637

حروفهما، وعقد هكذا كما هو الشائع المعهود عند إظهار الإسلام.
ثمّ الظاهر على هذا التوجيه أن يكون العاقد أبا طالب ويحتمل أن يكون هو أبا عبداللّه عليه السلام .
الثالث: ما يروى عن الشيخ البهائي قدس سره وهو أنّ المراد أنّ أبا طالب، أو أبا عبداللّه عليه السلام أمر بالإخفاء اتّقاءاً، فأشار بحساب العقود إلى كلمة يسبّح من التسبيحة وهي التغطية، أي غطّ واستر، فإنّه من النفائس والأسرار.
الرابع: ما ذكره بعض أفاضل المعاصرين أنّ المراد الإشارة إلى كلمة التوحيد وما هو العمدة فيها يعني كلمتي لا وإلّا، فإنّ الأصل فيها هو النفي والإثبات.
الخامس: ما ذكره بعض مشايخنا من أنّ المراد أنّه أسلم بثلاث وستّين لغة، وعلى هذا فالظرف في قوله: «بحساب الجمّل» في الخبر الثاني متعلّق بالقول.
السادس: ما ذكره بعض من كان من المعاصرين أيضاً أنّ المراد أنّ أبا طالب علم نبوّة نبيّنا صلى الله عليه و آله قبل بعثته بالجفر، والمراد بسبب حساب مفردات الحروف.
السابع: ما قيل: إنّه إشارة إلى سنّ أبي طالب.
ولا يخفى ما فيما سوى الوجهين الأوّلين من الضعف والوهن والتكلّف والخروج عن مدلول الخبر، وأمّا الخبر الأخير فيحتمل أن يكون قائل القول الأوّل الراوي؛ قال السائل: إنّ أبا طالب أسلم بحساب الجمّل؟ فقال عليه السلام : «لا، بل أسلم بكلّ لسان». ويحتمل أن يكون معا كلامه عليه السلام ، وعلى التقديرين الغرض نفي الحصر الذي يوهمه الكلام الأوّل، أي إنّه إنّما أظهر في بعض المواطن بحساب الجمّل إسلامه لا أنّه لم يكن تكلّم بما يوجب الإسلام إلّا بهذا الوجه.
وفيه ردّ على بعض العامّة أيضاً حيث رووا أنّه إنّما أسلم بلسان الحبشة كما رواه ابن شهرآشوب رحمه الله في تفسير الوكيع بإسناده عن أبي ذرّ رضى الله عنه قال : واللّه الذي لا إله إلّا هو ما مات أبو طالب حتّى أسلم بلسان الحبشة، قال لرسول اللّه : أتفقه الحبشة؟ قال : «ياعمّ إنّ اللّه علّمني جميع الكلام» قال : يا محمّد اسدن لمصاقا قاطالاها؛ يعني أشهد مخلصاً لا

صفحه از 644