155
توضيح المقال في علم الّرجال

يحيى بن القاسم الحذّاء ـ : «حمدويه ذكر عن بعض أشياخه يحيى بن القاسم الحذّاء الأزديّ واقفيّ» . ۱
ومنها : أنّ الحذّاء واقفيّ كما سمعت في عبارتَيِ الشيخ والكشّيّ .
ويشهد له خبر الالتواء على الرضا عليه السلام ، والأسديّ مات في حياة الكاظم عليه السلام ، فقد صرّح الشيخ بأنّه مات سنة خمسين ومائة بعد أبي عبداللّه عليه السلام ، ۲ ووفاة مولانا الكاظم عليه السلامكانت في سنة ثلاث وثمانين ومائة ، والتفاوت بثلاث وثلاثين سنة ، والوقف إنّما حدث بعد ذلك ، ولذا قال البهائي رحمه الله في فوائده ـ على ما حُكي عنه ـ : «إنّ ما في الكشّيّ من نسبة الوقف إلى أبي بصير ينبغي أن يُعدّ من جملة الأغلاط ؛ لموته في حياة الكاظم عليه السلاموالوقف تجدّد بعده .
فإن قلتَ : لعلّه وقف على الصادق عليه السلام .
قلتُ : أولئك ناوُسيّة ، ولم يُعهد إطلاق الوقف عليهم ، والروايات التي استند إليها تدلّ على الوقف على الكاظم عليه السلام حيث نقل عن الصادق عليه السلام : إن جاءكم مَنْ يُخبركم أنّ ابني هذا مات . . .» ۳ إلى آخره .
قلت : لا يخلو ما أفاده من نظر .
أمّا أوّلاً : فلأنّ الإسناد إلى الوقف ليس من الكشّيّ ، بل عن بعض أشياخ حمدويه .
وأمّا ثانياً : فلأنّه إنّما أسنده إلى الأزديّ ، والمتوفّى في حياة الكاظم عليه السلام هو الأسديّ ، وهُما غيّران ، وكأنّه تبعاً للعلاّمة توهّم الاتّحاد مع ظهور العبارة في التعدّد من وجوه ، ۴ فوقع فيما وقع وإن كان أصل منافاة الوقف للموت في حياة الكاظم عليه السلامحقّاً لايندفع بثبوت الوقف على الصادق ، بل على أمير المؤمنين عليهماالسلامعلى ما ذكره الصدوق

1.. رجال الكشي ، ص ۴۷۴ ، الرقم ۹۰۱ .

2.. رجال الطوسي ، ص ۳۳۳ ، الرقم ۹ .

3.. نقله عنه في : منتهى المقال ، ج ۷ ، ص ۳۷ .

4.. أحدها : تكرّر الذكر . ثانيها : ظهور العطف . ثالثها : ذكر «أبي» في أحدهما دون الآخر . رابعها : ذكر أبي بصير في الأوّل دون الثاني . خامسها : العدول عن الإتيان بالضمير الراجع إلى المذكور بعد قوله : حمدويه . (منه عُفِي عنه)


توضيح المقال في علم الّرجال
154

المقام الثاني : في الإشارة إلى بعض أحوال الجماعة .
وفيه بيان تعدّد يحيى المكنّى بأبي بصير .
فنقول : أمّا عبداللّه فقد أشرنا إلى أنّه إن لم يكن مذموماً فليس بممدوح .
وأمّا ليث بن البختري فهو وإن ذكر الكشّيّ ۱ أنّ أصحاب الصادق عليه السلام يختلفون في شأنه،و روى عدّة أخبار في ذمّه وقال : «عندي أنّ الطعن إنّما وقع على دينه لا على حديثه،وهو عندي ثقة» ۲ إلاّ أنّ أكثر أصحابنا لاسيّما المتأخّرين بل جميعهم رجّحوا وثاقته . قال الكاظمي : «أُجمع على تصديقه» ۳ وهو من المخبتين الأربعة المبشّرين بالجنّة ، الذين هُمْ نجباء أُمناء اللّه على حلاله وحرامه ، ولولاهُمْ لانقطعت آثار النبوّة واندرست . وعدّه بعضهم ممّن أُجمع على تصحيح ما يصحّ عنه .
وبالجملة ، لاينبغي التأمّل في وثاقته وجلالته .
وأمّا يحيى فالأظهر أنّ المسمّى به المكنّى بأبي بصير رجلان :
أحدهما : يحيى بن أبي القاسم الأسدي ، وهو المكفوف .
وثانيهما : يحيى بن القاسم الحذّاء الأزديّ ، وهو الواقفيّ ، وذلك لشهادة عبائر جملة من أهل الرجال على تعدّدهما .
منها : ما عن رجال الشيخ، قال في أصحاب الباقر عليه السلام: «يحيى بن أبي القاسم يُكنّى أبا بصير مكفوف ، واسم أبي القاسم إسحاق» ۴ ثمّ قال بلافصل : «يحيى بن أبي القاسم الحذّاء واقفيّ ، يوسف واقفي ، ويحيى بن أبي القاسم يكنّى أبا بصير» . ۵
ومنها : عنوان الكشّيّ قال ـ في المحكيّ عنه في يحيى بن أبي القاسم أبي بصير و

1.. رجال الكشّي ، ص ۱۷۰ ، الرقم ۲۸۶ و ص ۲۳۸ ، الرقم ۴۳۱ .

2.. خلاصة الأقوال ، ص ۱۳۶ و ۱۳۷ ، الرقم ۲ ، نقل هذا القول عن ابن الغضائري .

3.. هداية المحدّثين ، ص ۱۳۶ .

4.. رجال الطوسي ، ص ۱۴۰ ، الرقم ۲ .

5.. رجال الطوسي ، ص ۱۴۰ ، الرقم ۳ و ۱۷ ، قال : «يحيى بن القاسم الحذّاء» دون أن يصفه بالواقفي ، ثمّ ذكر بعد فاصلة : «يوسف بن الحارث» وأنّه بتريّ يكنّى أبا بصير .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    سایر پدیدآورندگان :
    مولوی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 67463
صفحه از 344
پرینت  ارسال به