163
توضيح المقال في علم الّرجال

وذهب في التعليقة إلى ما يقتضي الأوّل ؛ لتصريحه بانصراف الإطلاق إلى الثقة قائلاً : «كما هو المعروف في أمثاله» . ۱
وادّعى بعض أجلاّء فقهاء العصر في رسالة صنّفها في اشتراك أبي بصير أنّ هذه الكنية في الأوّلين ـ أي المراديّ والأسديّ ـ أشهر ، قال : «كما اعترف به جماعة من المحقّقين ، فالإطلاق ينصرف إليهما» .
قلت : لعلّ من الجماعة صاحب الوجيزة ، فإنّه قال في المحكيّ عنه : «أبو بصير يطلق غالباً على يحيى بن القاسم أو ليث بن البختريّ» ۲فإنّ مراده من يحيى إمّا الأسديّ ؛ إذ لم ينصّ أحد ، ولم يشهد شاهد على غلبة إطلاقه على الأزديّ ، أو هو ممّن يرى الاتّحاد مع ترجيح التوثيق على التضعيف .
ولعلّه الظاهر كما حكاه بعضهم ؛ لقوله : «أبو بصير يحيى بن القاسم ثقة على الأظهر » وفيه كلام .
قيل : والظاهر أنّه الكلام المحكيّ عن البهائي رحمه الله .
قلت : مرّ نقله في المقام الثاني .
وفي منتهى المقال : «والأصحاب ربّما يحكمون بصحّة رواية أبي بصير عن الصادق عليه السلاممع عدم ظهور قرينة كونه المراديّ ، فتأمّل» . ۳
قلت : الذي يظهر بالتتبّع في الأخبار إكثار إطلاقه على المراديّ والأسديّ ، بل لايحضرني الآن إطلاقه على غيرهما ، فإذنْ ينبغي التأمّل في صحّة الرواية من هذه الجهة وإن لم يكن ما يميّز أحدهما عن غيرهما ، وأكثر مَنْ ضعّفها عند الإطلاق لم يُعلم أنّه لإنكاره انصراف الإطلاق إلى أحدهما ، بل لزعم الاتّحاد وترجيح التضعيف على التوثيق أو التوقّف ، وعلى هذا لاحاجة إلى التميّز في أصل اعتبار الرواية بل صحّتها .
نعم الظاهر ، أنّه يفتقر إليه في مقام التعارض مطلقاً أو مع غيرها من الصحاح ؛ إذ

1.. تعليقة الوحيد البهبهاني ، ص ۳۸۴ .

2.الوجيزة في الرجال ، ص ۲۰۲ ، الرقم ۲۱۵۷ .

3.. منتهى المقال ، ج ۷ ، ص ۴۳ .


توضيح المقال في علم الّرجال
162

فنقول : مقتضى تضعيف جماعة من الأصحاب للروايات التي فيها أبو بصير بسبب الاشتراك بين الثقة والضعيف هو الثاني .
فمن هؤلاء مَنْ يظهر منه القول باتّحاد يحيى المتقدّم ، وهو الأردبيليّ والشهيد الثاني وصاحب المدارك .
فذكر الأوّل في بيع الصرف في سند فيه أبو بصير : «أنّ الطريق إلى أبي بصير صحيح ، ولكنّه يحيى بن أبي القاسم المكفوف الواقفي ، بقرينة نقل شعيب بن يعقوب العقرقوفيّ عنه ، لأنّه قائده وابن أُخته والراوي عنه» ۱ وفي مسألة أولويّة الزوج في وجه ضعف السند أنّ فيه عليّ بن أبي حمزة ، وهو مشترك ، وكذا أبو بصير .
وذكر الثاني في المسالك في كتاب النكاح بعد إيراد رواية فيها أبو بصير : «و في صحّتها عندي نظر من وجهين : أحدهما : أنّ أبا بصير الذي يروي عن الصادق عليه السلاممشترك بين اثنين : ليث بن البختري ، المرادي وهو المشهور بالثقة ، ويحيى بن القاسم الأسديّ ، وهو واقفيّ ضعيف مخلّط ، وكلاهما يطلق عليهما هذه الكنية ، ويكنّيان بأبي محمّد .
وربّما قيل : إنّ الأوّل أسديّ أيضاً ، وكلاهما يروي عن أبي عبداللّه عليه السلام ، فعند الإطلاق يحتمل كونه كلاًّ منهما» ۲
وفي كتاب الفرائض : «أنّ محمّد بن قيس وأبا بصير مشتركان بين الثقة والضعيف كما بيّناه مراراً» . ۳
ونحو ذلك في المدارك ۴ في مباحث الأذان وصلاة الميّت وغيرها .
ومنهم مَنْ لايظهر منه ذلك ، بل يبني على التعدّد ولكن يضعّف ؛ للاشتراك بين الجميع .

1.. مجمع الفائدة والبرهان ، ج ۱۱ ، ص ۳۱۱ .

2.. مسالك الأفهام ، ج ۸ ، ص ۵۰ .

3.. مسالك الأفهام ، ج ۱۳ ، ص ۷۱ .

4.. مدارك الأحكام ، ج ۳ ، ص ۲۵۹ .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    سایر پدیدآورندگان :
    مولوی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 67489
صفحه از 344
پرینت  ارسال به