167
توضيح المقال في علم الّرجال

قلت : ربّما يؤيّد ما ذكره كلّه اتّحاد الطبقة ، فلاحِظْ .
هذا كلّه فيما يعيّن المراديّ ، وأمّا ما يعيّن الأسديّ فأُمور أيضاً :
منها : الوصف بالمكفوفيّة ، فإنّ المستفاد من الأخبار وكلمات الأخيار اختصاصه به ، ولا أقلّ من أصالة عدمه في غيره بعد ثبوته في حقّه بلا شبهة وريب ، ولاريب في حصول الظنّ من ذلك بتعيينه بالوصف المذكور ، سواء كان في لسان الراوي أو في الخبر ولو ببيان ما يتعلّق به من المسح على العين و إراءة الدنيا ، وفي لسانه بأنّي الضرير ونحو ذلك .
ويجيء أنّ ابن اُخته ـ وهو العقرقوفي ـ إنّما يروي عنه ، وهو الراوي للأحاديث المشتملة على ذلك ، فلاحِظْ مع ما ذكروه في الرجال في أحوال الأسديّ وغيره .
وأمّا ما حُكِي عن المولى التقيّ المجلسيّ ممّا يفيد مكفوفيّة المراديّ أيضاً ـ لقوله بعد نقل خبر ضمان الجنّة لأبي بصير : «إنّ هذا الخبر يحتملهما» أي المراديّ والأسديّ ، ولقوله بعد نقل ما حكاه العلاّمة في الخلاصة عن العقيقي من كون الأسديّ مكفوفاً : «إنّه يمكن أن يكون المرادي أيضاً أبصر» ۱وقوله ـ بعد صحيحة شعيب ، المشتملة على حكم المتزوّج بامرأة لها زوج وقول أبي بصير :«ما أظنّ صاحبنا تكامل علمه» ـ : «إنّ الظاهر أنّ هذا الأعمى لم يفهم كلام الصادق عليه السلامواشتبه عليه» ۲ وذكر أيضاً في المحكيّ من شرحه على المشيخة ـ بعد التصريح بأنّ الأسديّ والمراديّ سواء في المدح والذم ـ ما هذا لفظه : «وقد عرفت حال الوقف ، ولو قيل به ، فللمرادي أيضاً كالوقف بقوله : لم يتكامل علمه» ۳ انتهى ـ ففاسد ۴ يظهر وجهه بالتأمّل في الأخبار والرجال ، خصوصاً ما دلّ من الأخبار على عدم عمى بعض ينصرف إليه إطلاق أبي بصير فإنّه ينافي عمى الجميع . ولعلّ منشأ توهّمه ـ كما قيل ـ ملاحظة نقل الكشّي

1.روضة المتّقين ، ج ۱۴ ، ص ۳۱۰ .

2.. المصدر السابق ، ص ۳۰۹ .

3.. المصدر السابق ، ص ۳۱۱ .

4.. قوله : «ففاسد» جواب لقوله :«وأمّا ما حُكي ... .».


توضيح المقال في علم الّرجال
166

للتصريح به في طريق الصدوق إلى عبدالكريم بن عتبة الهاشميّ ، وهو كذلك ، فإنّه قال : «وما كان فيه عن عبدالكريم بن عتبة فقد رويته عن أبي رضي اللّه عنه عن سعد بن عبداللّه ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ ، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعميّ ، عن ليث المراديّ ، عن عبدالكريم بن عتبة الهاشمي» .
قلت : ومن هنا يظهر أنّ من مميّزات المراديّ روايته عن عبدالكريم بن عتبة الهاشميّ فمتى أطلق أبو بصير حمل عنه ، وقد نصّ الكاظمي في ترجمة الهاشمي على رواية المرادي عنه .
ومنها : رواية الحسين بن مختار عنه ، ذكره المولى عناية اللّه . ۱
ويؤيّده روايته عنه خبر تعليمه القرآن للمرأة ، وفيه إخباره بأنّه عليه السلامغطّى وجهه ، ويبعد ذلك من المكفوف ، ومرّ انصراف الإطلاق عن غيرهما .
ومنها : رواية أبان بن عثمان عنه ، فذكر عناية اللّه في المحكيّ عنه أنّه : «إذا روى أبان بن عثمان عن أبي بصير ، فالظاهر أنّه ليث بن البختريّ المراديّ ، وصرّح به في طريق سعد بن مالك الخزرجيّ أبي سعيد الخدريّ عن الكشي» ۲ . ۳
قلت : يمكن تأييده بما ذكره الكاظميّ في أبان بن عثمان بأنّه يعرف بروايته عن أبي بصير ، وفي أبان بن تغلب أنّه يمكن استعلامه بروايته عن أبي بصير أيضاً كأبان ابن عثمان ، ۴ فإذا ضمّ إلى ذلك ما مرّ من ظهور الإطلاق ـ خصوصاً في كلمات المتأخّرين ـ في المرادي ، تَمَّ التغريب .
ومنها : رواية جماعة اُخرى عنه على ما نقل عن الفاضل المذكور ، وهُمْ : ابن أبي يعفور وبكير بن أعين وحمّاد الناب وسليمان بن خالد والفضل البقباق وفضيل الرسان والمثنّى الحنّاط وعمر بن طرحان .

1.. مجمع الرجال ، ج ۵ ، ص ۸۵ .

2.. رجال الكشّي ، ص ۴۰ ، الرقم ۸۴ .

3.. مجمع الرجال ، ج ۷ ، ص ۲۰۳ .

4.. هداية المحدّثين ، ص ۶ .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    سایر پدیدآورندگان :
    مولوی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 67431
صفحه از 344
پرینت  ارسال به