171
توضيح المقال في علم الّرجال

وأيضاً حكي عن الشيخ ۱
أنّه أورد عبداللّه بن محمّد الأسديّ في أصحاب مولانا الباقر عليه السلام ، ولم يذكره في أصحاب الصادق عليه السلام ، ورواية شعيب عن أبي بصير عن الصادق عليه السلامأكثر من أن تحصى ، فكيف يكون أبو بصير ـ الذي يروي عنه شعيب دائماً ـ عبداللّه ، المذكور!؟ ولو كان عبداللّه راوياً عن الصادق عليه السلام بهذه الكثرة ، كان خفاؤه على الشيخ بعيداً جدّاً .
وخامساً : أنّ عبداللّه بن محمّد الأسديّ يروي عن شعيب بواسطة ، كما في سند الحديث المشتمل على ضمان الجنّة لأبي بصير ، على النقل المحكيّ عن الكشّيّ قال : «محمد بن مسعود قال : حدّثني أحمد بن منصور ، عن أحمد بن الفضل ، عن عبداللّه بن محمّد الأسديّ ، عن ابن أبي عمير ، عن شعيب العقرقوفيّ ، عن أبي بصير» ۲ فكيف يروي عنه شعيب بلاواسطة!؟
وبالجملة ، فهذا التوهّم لوضوح فساده لم نكن نحتمل صدوره عن جاهل فضلاً عن عالم .
ومنها : رواية عبداللّه بن وضّاح عنه ، كما نصّ عليه المولى عناية اللّه . ۳
وعن الخلاصة : «أنّه صاحَبَ أبي بصير يحيى بن القاسم كثيراً وعُرِف به» . ۴
قلت : إسقاطه لفظة «أبي» بعد الابن منشؤه زعمه الاتّحاد ، كما مرّ ، فلا دلالة فيه على كون المرويّ عنه الأَزديّ ، وبضمّ انصراف إطلاق أبي بصير عنه إلى الأسديّ يكون هو المتعيّن . ولو منع ذلك ، فالتميّز عن المرادي حاصل .
ومنها : رواية عليّ بن أبي حمزة عنه ؛ للتصريح به في بعض الأخبار ، كما في الباب السادس من العيون ، ۵ ولأنّه قائده ؛ لتصريح عناية اللّه به .

1.. رجال الشيخ ، ص ۱۲۹ ، الرقم ۲۶ .

2.. مجمع الرجال ، ج ۴ ، ص ۵۹ .

3.. رجال الكشيّ ، ص ۱۷۱ ، الرقم ۲۸۹ .

4.. خلاصة الأقوال ، ص ۱۱۰ ، الرقم ۳۷ .

5.. عيون أخبار الرضا ، ج ۱ ، ص ۵۹ ، ح ۲۸ .


توضيح المقال في علم الّرجال
170

ابن محمّد لا غير وإن كان شعيب هذا ابن اُخت يحيى بن أبي القاسم ، فإنّ شعيب هذا أمتن من أن يروي عن يحيى هذا وأوثق منه وأجلّ ، كما لا يخفى .
مع أنّ الظاهر مع التتبّع الصادق أنّ شعيباً في مرتبة يحيى وطبقته ، يروي عمّن يروي عنه ، ويروي عنه مَنْ يروي عنه ، فإنّ عليّ بن أبي حمزة البطائنيّ قائد يحيى هذا يروي عن شعيب هذا ، فيحيى ليس في مرتبة يروي عنه شعيب العقرقوفيّ» . انتهى .
ولايخفى ما فيه :
فأوّلاً : أنّه خلاف ما فهمه الجلّ أو الكلّ كما عرفت ، ولذا لم يورِد أحدٌ حديث الأخذ من الأسدي في ترجمة عبداللّه ، المزبور ، ولم يوثّقه أحد بذلك أو غيره .
وثانياً : أنّ الموجود في الرواية تفسير الأسديّ بأبي بصير ، وقد سبق خلوّ كلام المتقدّمين عن بيان كون أبي بصير كنيةً لعبداللّه ، المذكور ، وأنّه إنّما أوهمه إيراد حديث سائله أبو بصير في ترجمته ، وقد سبق دفعه .
ومع التسليم فلاريب أنّه لم يكن مشتهراً بهذه الكنية بحيث يراد بها عند الإطلاق ، ومن المعلوم كثرة روايات شعيب عن أبي بصير على الإطلاق .
وثالثاً : أنّ كون شعيب أمتن إنّما هو على ما مرّ من توهّم اتّحاد يحيى وترجيح التضعيف معه على التوثيق، وإلاّ فقد عرفت وثاقة يحيى الذي هو خال شعيب وكونه من أهل الإجماع ، و ورود جملة من الأخبار في مدحه ولو باشتمالها على ضمان الجنّة له ولآبائه ، وغير ذلك ، بل هذا في الحقيقة ممّا يدفع ما ذكره ؛ لما عرفت سابقاً من جهالة عبداللّه أو ذمّه ، فشعيب الثقة كيف يروي عنه!؟ فهو دليل المختار .
اللّهمّ إلاّ أن يريد بعبداللّه الحجّالَ المُزَخْرف ، كما أشرنا إليه .
ويدفعه أيضاً ما أشرنا إليه من أنّه لم يذكر له هذه الكنية أحد فيما وقفنا عليه .
ورابعاً : منع كون شعيب في مرتبة يحيى ؛ لأنّه يروي عن أبي عبداللّه وأبي الحسن عليهماالسلام ، ويحيى يروي عن أبي جعفر وأبي عبداللّه وقليلاً من أبي الحسن عليهم السلام ؛ لموته في أوائل أمره .
ومجرّد رواية شخص عن شخص يروي عن رجل لاينافي رواية الأوّل عن الأخير .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    سایر پدیدآورندگان :
    مولوی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 67543
صفحه از 344
پرینت  ارسال به