205
توضيح المقال في علم الّرجال

إسحاق بن يسار : « أسند عنه ، يُكنّى أبابكر صاحب المغازي من سبي عين التمر ، وهو أوّل سبيّ دخل المدينة . وقيل : كنيته أبو عبداللّه روى عنهما» . ۱
وقال المحقّق الداماد في الرواشح ما ملخّصه : إنّ الصحابيّ ـ على مصطلح الشيخ في رجاله ـ على معانٍ :
منها : أصحاب الرواية [ عن ] ۲ الإمام بالسماع منه .
ومنها : بإسنادٍ عنه ، بمعنى أنّه روى الخبر عن أصحابه الموثوق بهم ، وأخذ عن أُصولهم المعتمد عليها ، فمعنى أسند عنه : أنّه لم يسمع منه ، بل سمع من أصحابه الموثَّقين وأخذ عنهم من أُصولهم المعتمد عليها .
وبالجملة ، قد أورد الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام جماعة جَمَّة إنّما روايتهم عنه بالسماع من أصحابه الموثوق بهم والأخذ من أُصولهم المُعَوَّل عليها ، ذكر كلاًّ منهم وقال : أسند عنه . ۳ انتهى .
ورُدّ بأنّ جماعة ممّن قيلت فيهم رووا عنه عليه السلام مشافهةً .
وقرأ ولد الاُستاذ العلاّمة ـ دام علاهما ـ أيضاً بالمعلوم ، ولكن لا أدري إلى مَنْ ردّ الضمير .
وقرأ بعض السادة الأزكياء من أهل العصر أيضاً[ كذلك ] ۴ قال : والأشبه كون المراد أنّهم أسندوا عنه عليه السلام ولم يسندوا عن غيره من الرواة ، كما تتبّعت ، ولم أجد رواية أحدٍ من هؤلاء عن غيره عليه السلام إلاّ أحمد بن عائذ ، فإنّه صحب أبا خديجة وأخذ عنه ، كما نصّ عليه النجاشي ، والأمر فيه سهل ، فكأنّه مستثنى لظهوره .انتهى .
وفيه أيضاً تأمّل ؛ فإنّ غير واحد ممّن قيل فيه : أسند[عنه] ۵ ـ سوى أحمد بن عائذ ـ

1.. رجال الشيخ ، ص ۲۸۱ ، الرقم ۲۲ .

2.. في الأصل : «من» بدل «عن» . و ما أثبتناه من المصدر .

3.. الرواشح السماوية ، ص ۶۴ و ۶۵ .

4.. ما بين المعقوفين أضفناه من المصدر .

5.. في الأصل : «فيه» بدل «عنه» و الصحيح ما أثبتناه من المصدر .


توضيح المقال في علم الّرجال
204

قوله رحمه الله : وهو كالتوثيق لا يخلو من تأمّل . نعم ، إن أراد منه التوثيق بما هو أعمّ من العدل الإماميّ فلعلّه لا بأس به ، فتأمّل . لكنّه لعلّه توثيق من غير معلوم الوثاقة .
أمّا أنّه روى عنه الشيوخ كذلك حتّى يظهر وثاقته ؛ لبُعْد اتّفاقهم على الاعتماد على مَنْ ليس بثقة ، أو بُعْد اتّفاق كونهم بأجمعهم غير ثقات فليس بظاهر .
نعم ، ربّما يستفاد منه مدح وقوّة ، لكن ليس بمثابة قولهم : لا بأس به ، بل أضعف منه لو لم نقل بإفادته التوثيق .
وربّما يقال بإيمائه إلى عدم الوثوق ، ولعلّه ليس كذلك ، فتأمّل» ۱ انتهى ما في الأوّل .
وفي الثاني ـ بعد نقل ما في الأوّل ـ : «لم أعثر على هذه الكلمة إلاّ في كلام الشيخ رحمه الله . وما ربّما يوجد في الخلاصة فإنّما أخذه من رجال الشيخ ، والشيخ رحمه اللهإنّما ذكرها في رجاله دون فهرسته ، وفي أصحاب الصادق عليه السلامدون غيره إلاّ في أصحاب الباقر عليه السلام ندرة غاية الندرة .
واختلفت الأفهام في قراءتها .
فمنهم من قرأها بالمجهول كما سبق ، ولعلّ عليه الأكثر ، وقالوا بدلالتها على المدح ؛ لأنّه لايسند إلاّ عمّن يستند إليه ويعتمد عليه ، لكن في ترجمة محمّد بن عبدالملك الأنصاريّ : أُسنِد عنه ضعيف ، فتأمّل .
وقيل في وجه اختصاصها ببعض دون بعض : إنّها لاتقال إلاّ فيمن لا يُعرف بالتناول منه والأخذ عنه .
وقرأ المحقّق الشيخ محمّد : أَسْنَد ، بالمعلوم ، ورَدَّ الضمير إلى الإمام الذي هو من أصحابه ، وكذا الفاضل عبدالنبيّ رحمه الله في الحاوي ، كما يأتي عنهما في يحيى بن سعيد الأنصاريّ ، وعن الثاني في عبدالنور أيضاً .
وينافيه قول الشيخ في جابر بن يزيد : أسند عنه ، روى عنهما . ۲ وقوله في محمّد بن

1.. فوائد الوحيد البهبهاني ، ص ۳۱ .

2.. رجال الشيخ ، ص ۱۶۳ ، الرقم ۳۰ .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    سایر پدیدآورندگان :
    مولوی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 67500
صفحه از 344
پرینت  ارسال به