قلت : هذا منه قدس سره كما سبق ، فأيّ منافاة لاحتمال خلاف الظاهر في الظهور ثمّ ترجّي ظهور الخلاف ، فإن كان مجرّد الترجّي ، فلا كلام ، وإلاّ فالظاهر خلافه ؛ لظهور النفي المزبور في نفي المعتبر من الوثوق والاعتماد .
نعم ، لو قيّده بالثقة بقوله : «ليس بذاك الثقة» كان كما ذكره ، وهو واضح .
ومنه قولهم : «ليس حديثه بذلك النقيّ» لأنّه أضعف في ذمّ الحديث من «ليس بنقيّ الحديث» وأمّا القدح بهما في العدالة فلا فيهما ، كما مرّ .
ومنها : «كاتب الخليفة» أو «الوالي» أو «من عمّاله» أو «كان عاملاً من قِبَل فلان» ونحو ذلك ، فإنّ ظاهرها القدح ، كما اعترف به العلاّمة في ترجمة حذيفة حيث إنّه قيل في حقّه : «إنّه كان والياً من قِبَل بني أُميّة» فقال العلاّمة : «يبعد انفكاكه عن القبيح» . ۱
ويؤيّد ذلك ما رووه في أحمد بن عبداللّه الكرخيّ أنّه كان كاتب إسحاق بن إبراهيم فتاب وأقبل على تصنيف الكتب ، إلاّ أنّ المرويّ عنه غير معلوم ، أو طاهر بن محمّد بن عليّ بن بلال .
قال في الفوائد : «لم نَرَ من المشهور التأمّل من هذه الجهة ، كما في يعقوب بن يزيد وحذيفة بن منصور وغيرهما» .
قال : «ولعلّه لعدم مقاومتهما التوثيق المنصوص أو المدح المنافي ، باحتمال كونهما بإذنهم أو تقيّةً ، حفظاً لأنفسهم أو غيرهم ، أو باعتقادهم الإباحة أو غير ذلك من الوجوه الصحيحة» . ۲
قلت: نعم،ولكنّه لاينافي ظهور الإطلاق فيما مرّ،وهو رحمه الله أيضاً ليس في مقام دفعه.
ومنها : أن يروي الراوي عن الأئمّة عليهم السلام على وجه يظهر منه أخذهم عليهم السلام رواةً لاحججاً ، كأن يقول : «عن جعفر عن أبيه عن آبائه عن عليّ عليهم السلام» أو «عن الرسول صلى الله عليه و آله» فإنّه مظنّة عدم كونه من الشيعة ، إلاّ أن يظهر من القرائن كونه منهم ، مثل أن يكون ما رواه