229
توضيح المقال في علم الّرجال

أو الحسن أنّه مولى بني العباس .
هذا ، وأمّا لفظ الغلام فكثيراً مّا يقع استعماله في الرجال ، فيقال : إنّ فلان من غلمان فلان ، وقد يُستعمل في حقّ بعض الأعاظم ، فقد يُتوهّم أنّ المراد به العبد ، وهو من خلط اللغتين : العربيّة والعجميّة ، وإلاّ فلم نقف فيما عندنا من كتب اللغة على هذا المعنى له حتّى في مثل القاموس .
والظاهر أنّ المراد به التلميذ .
فعن مجمع البيان : «الغلام للذكر أوّل ما يبلغ ـ إلى أن قال ـ : ثمّ يستعمل فيالتلميذ ، فيقال : غلام ، فغلب هذا» . ۱
وفي منتهى المقال في ترجمة بكر بن محمّد بن حبيب : «يجيء الغلام بمعنى المتأدّب ـ أي التلميذ ـ في عبائر القوم أكثر كثيراً» ۲ثمّ أَمر بملاحظة جملة من التراجم ، فلاحِظْها وتأمّل .
ومنها : قولهم : «له أصل» . ولنذكر هنا قولهم : «له كتاب» و «له مصنّف» و «له نوادر» مضافة إلى باب من العلم كالمناقب والمثالب أو تهذيب الأخلاق وعمل يوم وليلة ، أو بجعل ما ذُكر ظرفاً لها ، كقولهم : «له أصل ـ أو ـ كتاب في كذا» وهكذا ، أو إلى شخص كابن عيسى وغيره ، وهو الغالب في استعمال الكتاب ، أو موصوفة بوصف الحسن أو الاعتبار أو غير ذلك .
ولنذكر أوّلاً ما وقفنا على معاني مفرداتها مع النسبة بين بعضها مع بعض ، ثمّ إفادتها المدح أو العدم .
فنقول في الأول : المعروف في أَلسِنة العلماء بل كتبهم أنّ الأُصول أربعمائة جُمعت في عهد مولانا الصادق أو في عهد الصادقين عليهماالسلام .
لكن حكى في فوائد التعليقة عن ابن شهر آشوب : «أنّه في معالمه نقل عن المفيد رحمه الله

1.. مجمع البيان ، ج ۳ ، ص ۵۰۴ .

2.. منتهى المقال ، ج ۲ ، ص ۱۷۲ ، الرقم ۴۸۲ .


توضيح المقال في علم الّرجال
228

المولى لغير العربي الخالص أيضاً كثيراً» . ۱ انتهى .
ولا يخفى ما في النقلين من الاختلاف إن كان المنقول عنه محلاًّ واحداً ، وإلاّ ففي كلام المنقول عنه .
ثمّ الظاهر أنّه بمعنى الملازم المراد بالصاحب الذي هو أحد معانيه في اللغة ، ۲ مع احتمال التابع الذي هو أيضاً أحدها في قولهم : عبداللّه بن سنان بن ظريف مولى بني هاشم . ويقال : مولى بني أبي طالب . ويقال : مولى بني العباس بقرينة قولهم فيه : كان خازناً للمنصور والمهدي بعده والهادي والرشيد .
واحتمال إرادة غير ذلك منه هنا بعيد ؛ فإنّ الرجل « كوفيّ ثقة من أصحابنا جليل لايطعن عليه في شيء ، كما ذكره النجاشي ، ۳ فتدبّر .
ثمّ إنّه لاينافي حمل إطلاق المولى على بعض ما ذكر من المعاني الاصطلاحيّة أو اللغويّة التعبير عن ذلك المعنى في مقامٍ آخر بلفظٍ آخر صريح فيه أو ظاهر ، كما قيل في أبان بن عمر الأسديّ : إنّه ختن آل ميثم ، وفي إبراهيم أبي رافع : إنّه عتيق رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وفي أحمد بن إسحاق الأشعري : إنّه كان وافد القمّيّين، وفي الصدوق: إنّه كان نزيل الريّ ، وفي إبراهيم بن أحمد بن محمّد الحسينيّ الموسويّ الروميّ : إنّه نزيل دار النقابة بالريّ ، إلى غير ذلك ، وذلك لإرادة التنصيص والظهور في مقامٍ دون آخر .
هذا ، وقد ظهر ممّا سمعت من معانيه وإطلاقاته أنّه لا يفيد مدحاً يُعتنى به . نعم ، لو أُضيف إلى واحد من المعصومين عليهم السلام ، أفاده في الجملة ، ولعلّه الباعث على ذكره فيهم .
لكن «في ترجمة معتب ما يشير إلى ذمّ موالي مولانا الصادق عليه السلام ، إلاّ أنّ في ترجمة مسلم مولاه ورد مدحه» . نَصَّ على ذلك في الفوائد . ۴
ومنه يظهر أنّه لو أُضيف إلى أعدائهم أفاد الذمّ في الجملة ، كما في الحسين بن راشد

1.. عوائد الأيّام ، ص ۸۰۷ و ۸۰۸ .

2.. القاموس المحيط ، ج ۴ ص ۴۰۱ ؛ لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۴۰۸ .

3.. رجال النجاشي ، ص ۲۱۴ ، الرقم ۵۵۸ .

4.. فوائد الوحيد البهباني ، ص ۵۰ .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    سایر پدیدآورندگان :
    مولوی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 67555
صفحه از 344
پرینت  ارسال به