239
توضيح المقال في علم الّرجال

الفصل الرابع :[ القدح والمدح هل يقبلان مطلقاً أو مع ذكر السبب]

في أنّ الجرح والتعديل ـ والمناسب للمقام التعبير بالقدح والمدح ـ هل يقبلان مع الإطلاق أَو لابدّ من ذكر السبب فيهما أو في أحدهما مطلقاً أو في مقامٍ دون مقام؟ وفي أنّه مع تعارضهما هل يُقدَّم المقدَّم أو المؤخَّر مطلقاً أو على تفصيل أو يتوقّف؟
وتمام البحث في المقامين موجِبٌ لتطويلٍ خارج عن وضع هذا المختصر ، مع حصول الاستغناء عنه بما كتب فيهما في الفقه والأُصول ، وقد بسطنا الكلام فيهما في الجزء الثاني من أجزاء كتاب القضاء بما لاينبغي المزيد عليه حيث استوفيناه حقّ الاستيفاء والزيادة ، فليرجع إليه ، بل يعوّل عليه .
ومع ذلك فللمقام خصوصيّة لاتوجد في كتب الفقه حيث إنّ عمدة البحث فيه يخصّ البيّنة ، ولذا عبّر الأكثر فيه بتعارض البيّنات ، وبقبول بيّنة الجرح والتعديل مع الإطلاق ، بخلاف الرجال والأُصول ، ومن هنا عبّر الأكثر فيهما بما يعمّ البيّنة وغيرها ، فقد نبّهوا لعموم موضوع بحثهم ، ومع ذلك لم أقف على مَنْ تفطّن لعدم شمول الجرح والتعديل لمطلق القدح والمدح وبحثهم فيهما .
ومقتضى الخصوصيّة المشار إليها أن يقال : لايقتصر في الترجيح هنا على نحو الأعدليّة والأكثريّة وغيرهما ممّا ورد في تعارض البيّنات في المرافعات ، ولا على ما


توضيح المقال في علم الّرجال
238

والمراد بالأوّل ۱ إمّا أنّه قريب العهد إلى التشيّع ، أو يقرب أمر قبول روايته ، أو قريب المذهب إلينا ، أو غير ذلك .
ولايخفى أنّ شيئاً ممّا ذُكر لايوجب مدحاً معتبراً ، وإن أخذه أهل الدراية مدحاً ، فلعلّهم أرادوا مطلقه .
وبالثاني ۲ أنّه قويّ ـ أو عالٍ ـ عليها ، أو[ مالك ] ۳ منها ، والمدح المستفاد منه أقوى من غيره ممّا ذُكر .
وبالثالث ۴ أنّه سليم الأحاديث أو سليم الطريقة .
ولايخفى أنّه أقوى من غيره ، لكن حيث لم يثبت أحد التفاسير فلايمكن البناء على حسن حال الرجل .
نعم ، استفادة مطلق المدح من ذلك معلوم .

1.. أي قوله : «قريب الأمر» . واستغرب في «عدّة الرجال» ( ج ۱ ، ص ۱۲۵ ) في عدّهم «قريب الأمر» من ألفاظ المدح ، وقال : «وهو غريب ، فإنّ ظاهره ـ كما يظهر من ترجمة عليّ بن الحسن بن فضّال في فهرست الشيخ وترجمة الربيع بن سليمان بن عمر في رجال النجاشي ـ أنّه على خلاف المذهب والطريقة» . ثمّ قال : «لكنّه ليس بذلك البُعْد والمباينة ، بل هو قريب ، وأقصاه أن يكون إماميّاً غير ممدوح ولامقدوح . . .» إلى آخر كلامه قدس سره . وفي «شرح البداية» للشهيد الثاني (ص ۲۰۸) : «وأمّا قريب الأمر فليس بواصل إلى حدّ المطلوب» ، وقال الميرزا الاسترآبادي في «منهج المقال» : «وقد أخذه أهل الدراية مدحاً ، ويحتاج إلى التأمّل» .

2.. أي قوله : «مضطلع بالرواية» .

3.. في الأصل : «مال» بدل «مالك» و الظاهر ما أثبتناه عما في فوائد الوحيد البهبهاني ، ص ۳۶ .

4.. أي قوله : «سليم الجنبة» بالجيم والنون والباء الموحَّدة ، أي سليم الطريقة أو سليم الأحاديث ، كما بيّنه المصنّف رحمه الله . وقد تأمّل العلاّمة المامقاني في إفادته المدح ، وأمّا من جهة إفادته التوثيق فقد قطع في عدم دلالته عليه . اُنظر : مقباس الهداية ، ج ۲ ، ص ۲۳۸ .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    سایر پدیدآورندگان :
    مولوی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 67539
صفحه از 344
پرینت  ارسال به