247
توضيح المقال في علم الّرجال

الأقسام الثلاثة المزبورة ، ولم يدخل في الضعيف .
وله أيضاً ما مرّ من الأقسام بالاعتبارين ، وكذا المراتب المختلفة ، ويُعرف الجميع بملاحظة ما مرّ .
وله زيادةً على ذلك أقسام :
منها : ما كان جميع سلسلة سنده إماميّين لم ينصّ في أحدهم على مدح ولا ذمّ ، هكذا قيل .
وينبغي تقييده بعدم استفادة أحد الأمرين فيهم من أُمور أُخر كالظنون الاجتهاديّة ، وإلاّ كان مرّةً من أقسام الصحيح ، وأُخرى من الحسن ، وثالثةً من الضعيف ، ولا يحسن جعله في مقابل الجميع ، وكأنّه مراد الجميع .
ومنها : ما اتّصف بعض رجال سنده بما في الموثَّق مع كونه من غير الإماميّة ، ومَن عداه بما في الحسن . وهذا الذي اختلف في إلحاقه بأحدهما .
ومنشو?الاختلافِ الاختلافُ في كون الموثّق أقوى من الحسن أو بالعكس ، فكلٌ يلحقه بالأضعف ؛ لتركّب السند منهما ، والنتيجة تَبَعٌ لأخسّ مقدّمتيها ، وحيث إنّ عمدة أسباب الاعتبار تدور مدار الظنّ بالصدور فالموثّق من هذه الجهة أقوى فالإلحاق بالحسن وإن كان من أعلى مراتبه .
ومنها : ما كان جميع سنده من غير الإماميّ ، لكن مدح الجميع بما لم يبلغ حدّ الوثاقة .
ومنها : ما تركّب سنده من إماميّ موثّق وغير إماميّ ممدوح .
ومنها : ما تركّب منهما ، لكن مع مدح الجميع بما دون الوثاقة .


توضيح المقال في علم الّرجال
246

اختصّ التوثيق بالظنّ المزبور بواحد من سلسلة السند وكان من أقوى الظنون ، فربّما يقوى هذا الأدنى على الأوسط حيث كان توثيق غير الموثّق بالظنّ المزبور بما في الصحيح الأعلى ، إلى غير ذلك ممّا لايخفى على المتأمّل ، خصوصاً إذا انضمّ إلى ذلك بعض القرائن الخارجيّة الموجبة للقوّة أو الضعف .
وهذا يثمر عند التعارض ، وكذا في مراتب الاطمئنان ، فربّما يجترأ في القويّ على مخالفة جمع بل الأكثرين ، ولا يجترأ في غيره .
وبالجملة ، هذا باب واسع لاينبغي للفقيه المستفرغ بل الفارغ أن يغفل عنه .
وأمّا الموثّق : فالمراد به عندهم : ما كان جميع سلسلة سنده ممدوحين بالتوثيق الأعمّ الشامل للمقيّد بالجوارح ، مع كون الجميع أو البعض من غير الإماميّة ، مع اشتراط الاتّصال السابق ، فإنّه معتبر في الجميع عدا الضعيف .
وله أيضاً أقسام ثلاثة : أعلى وأوسط وأدنى ، وأقسام أُخر باعتبار التشبيه تعرف ـ كتعدّد المراتب واختلافها قوّةً وضعفاً ـ بمقايسة ما مرّ ، وهذا قد يسمّى بالقويّ أيضاً .
وأمّا الحسن : فالمراد به عندهم : ما كان جميع سلسلة سنده إماميّين ممدوحين بما لم يبلغ حدّ الوثاقة مطلقاً ، فإن بلغ حَدَّها ، ففي البعض خاصّةً ، وله أيضاً أقسام ومراتب تُعرف بملاحظة ما مرّ .
ثمّ إنّك قد عرفت من التعميم في هذين القسمين أنّ كلاًّ منهما على قسمين :
أحدهما في الأوّل : كون الجميع من غير الإماميّة .
والثاني منه : كون البعض خاصّةً منهم .
والأوّل من الأخير : عدم بلوغ مدح واحد من السلسلة إلى حدّ التوثيق .
والثاني منه : اختصاص ذلك ببعضهم .
وأمّا القويّ ۱فالمراد به عندهم بمعناه الأعمّ : ما يدخل فيه جميع ما خرج عن

1.. قال في «لبّ اللباب» (ص ۴۶۱) ـ في معرض تقسيمه للقويّ ـ : «ومنها القويّ كالصحيح ، وهو ما يكون كلّ واحد من رواته إماميّاً ، ويكون البعض مسكوتاً عن المدح والذمّ ، أو ممدوحاً بمدح غير بالغ إلى حدّ الحسن ، وكان واقعاً في الذكر بعد الثقات وبعد مَنْ يقال في حقّه : أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه ، على قول . ومنها: القويّ كالحسن، وهو ما يكون كلّ واحد من رواة سلسلته إماميّاً ، وكان الكلّ أو البعض ـ مع وثاقة الباقي أو نحوها ـ ممدوحاً بمدح يكون تالياً لمرتبة الحسن ، أو ما اُدّعِيَّ العلم العادي بكونه من المعصوم عليه السلام . . . ومنها : القويّ كالموثّق ، وهو ما كان بعض رواته مسكوتاً عن مدحه وذمّه ، وواقعاً بعد مَنْ يقال في حقّه : «أجمعت العصابة . . .» وكان الباقي ثقةً ، وكان بعض الثقات غير إماميّ ، وكان بعضٌ من غير الإماميّ ممدوحاً بمدح يكون تالياً للوثاقة ، وكان الباقي ثقةً» . انتهى كلام الشيخ شريعتمدار الاسترآبادي ، وسيأتي مزيد تفصيل من المصنّف رحمه الله حول ذلك .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    سایر پدیدآورندگان :
    مولوی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 67496
صفحه از 344
پرینت  ارسال به