277
توضيح المقال في علم الّرجال

قلت : لولا اختصاص الاصطلاح ، كان مقتضى التسمية شموله لغير الأوّل أيضاً ، حيثما روى المرويّ عنه عن الراوي من غير اعتبار الاقتران المتقّدم ، وأمّا إذا كان الراوي دون المرويّ عنه في السنّ أو الأخذ أو المقدار من علم أو إكثار رواية ونحو ذلك ، فهذا ـ لكثرته وشيوعه ؛ لأنّه الغالب في الروايات ـ لم يخصّ باسمٍ خاص .
نعم ، عكسه ـ لقلّته ـ هو المسمّى برواية الأكابر عن الأصاغر .
في الدراية «وقع منه رواية العبادلة وغيرهم عن كعب الأحبار» . ۱
وكتب في الحاشية : «أنّهم أربعة : عبداللّه بن عباس وعبداللّه بن عمر وعبداللّه بن زبير وعبداللّه بن عمرو بن العاص» .
قال : «ومنه ـ أي من هذا القسم ، وهو أخصّ من مطلقه ـ رواية الآباء عن الأبناء . ومنه ـ من الصحابة ـ رواية العبّاس بن عبدالمطلب عن ابنه الفضل أنّ النبيّ صلى الله عليه و آلهجمع بين الصلاتين بالمزدلفة» . ۲
قلت : وأمّا العكس ـ وهو رواية الأبناء عن الآباء فلكثرته وشيوعه وخلوّه عن الغرابة مطلقاً غير مسمّى باسم ، وله أقسام كثيرة باعتبار تعدّد الأب المرويّ عنه ، فمرّة يروي ابن عن أبيه وهو عن أبيه ، وأُخرى يزيد العدد . والممكن منه ومن صور وجود ذلك في الصدر أو الذيل أو الوسط أو المركّب من اثنين أو ثلاثة ، وكذا من صور تخلّل المختلف لرواية الابن عن الأب ـ كرواية ابن عن أبيه وهو عن أجنبيّ وهو عن أبيه ـ إلى غير ذلك يقرب إلى تعسّر الضبط .
وأمّا الواقع من الأوّل في الذيل ـ أي المسلسل في ذيله بالآباء ـ فأغرب ممّا وقع منه ـ لكثرة الآباء الراوي بعضهم عن بعض ـ ما بلغوا إلى أربعة عشر وخمسة عشر بانضمام الابن الراوي عنهم .
قال في الدراية : «هو ما رواه الحافظ أبو سعيد بن السمعانيّ ، قال : أخبرنا أبو شجاع

1.. الرعاية ، ص ۳۵۳ .

2.. الرعاية ، ص ۳۵۵ .


توضيح المقال في علم الّرجال
276

ومنها : المكاتب . وهو ما حكى كتابة المعصوم عليه السلام ، سواء كتبه عليه السلامابتداءً لبيان حكم أو غيره أو في مقام الجواب .
وهل يخصّ بكون الكتابة بخطّه الشريف؟ظاهر بعض العبائر وصريحُ آخر : الاختصاص . ۱ والتعميم غير بعيد .
ومنها : المعنعن. مأخوذ من العنعنة ، مصدر جعليّ مأخوذ من تكرار حرف المجاوزة ، وله نظائر كثيرة ، ولتحقيق محتملاته محلّ آخر .
والمراد به ما ذكر في سنده عن فلان عن فلان إلى آخر السند ، ومثله إذا قال في غير الأوّل : وهو عن فلان ، وهو عن فلان وهكذا .
كلّ ذا حيث لم يذكر متعلّق الجار من رواية أو تحديث أو إخبار أو سماع أو نحو ذلك .
واختلفوا في أنّه متّصل حيث أمكن ولم يكن ما يصرف عنه ، أو منقطع ومرسل ما لم يكن ما يعيّن الاتّصال؟ والصحيح الأوّل .
وقد أسنده في الدراية إلى جمهور المحدّثين قال : «بل كاد أن يكون إجماعاً» . ۲
ومنها : المسمّى برواية الأقران . وذلك حيث توافق الراوي والمرويّ عنه أو تقاربا في السنّ أو في الأخذ عن[الشيخ ] . ۳
وحينئذٍ إن روى كلٌّ منهما عن الآخر ، فهو النوع المسمّى بالمدبّج ، ۴ مأخوذ من التدبيج ، المراد به بذل كلٍّ منهما ديباجة وجهه عند الأخذ للآخر .
وفي الدراية هو أخصّ من الأوّل . ۵

1.. الظاهر من «لبّ اللباب» (ص ۴۵۵) : اعتبار كون الكتابة بخطّ المعصوم عليه السلام . قال : «و هو ما كان حاكيا عن كتابة المعصوم عليه السلام وخطّه» . وقال العلاّمة المامقاني في «مقباس الهداية» (ج ۱ ، ص ۲۸۳) : «والحقّ أنّ المكاتبة حجّة ، غاية ما هناك كون احتمال التقيّة فيها أزيد من غيرها» .

2.. الرعاية ، ص ۹۹ .

3.. ما بين المعقوفين ساقط في الأصل ، و أثبتناه لاقتضاء السياق .

4.. بضمّ الميم و فتح الدال المهملة و تشديد الباء .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    سایر پدیدآورندگان :
    مولوی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 67584
صفحه از 344
پرینت  ارسال به