33
توضيح المقال في علم الّرجال

عن عوارض الموضوع ولا جزئيّاته ، إذ الغرض منه تميّزها لا أعيانها كما هو واضح .
ويمكن على هذا جعل البحث عن عوارض نفس الموضوع ؛ بناءً على جعل الجزئيّة والشخصيّة من عوارض الجنس ، فلا إشكال في البحث عن الذوات ولو من حيث الأعيان .
وأمّا مع إرادة العهد فالبحث عن عوارض الموضوع ، ولابدّ حينئذٍ من حمل البحث عن الذوات على ما ذكرناه ، وإلاّ لم يكن بحثاً عن العوارض .
ومع ذلك يستشكل البحث عن أوصاف المدح والقدح بأنّها من العوارض الغريبة ، فإنّ لحوق العدالة والفسق ـ مثلاً ـ للرواة إنّما هو لأمرٍ خارج يعمّهم وغيرهم من أفراد الإنسان أو المكلّفين منهم ، وهو خوف العقاب أو مطلق الذمّ واللوم وخلافه ، لا لذواتهم أو لأجزائهم أو أمر يساويهم حتّى يكونا من الأعراض الذاتية ، وقد تقرّر في محلّه أنّ موضوع كلّ علم ما يُبحث فيه عن عوارضه الذاتية ، إلاّ أن يمنع ذلك عليهم بالبناء على أنّ الموضوع ما يبحث عن العوارض المقصودة مطلقاً ، كيف! والبحث في كثير من العلوم عن العوارض الغريبة ، فيبحث في الأُصول عن الدلالة وعدمها والعموم والخصوص والإطلاق والتقييد ، إلى غير ذلك . وموضوعه من الأدلّة مايعرض ما ذكر له ولغيره لأمرٍ خارجٍ هو الوضع ونحوه . وفي الفقه عن الأحكام التكليفيّة وغيرها وعروضها لموضوعه ـ الذي هو فعل المكلّف ـ بواسطة أمر خارج أعمّ هو جَعْل الشارع . وفي الطبّ عن كثير من أمراض تعمّ غير الإنسان ، والتزامُ الاستطراد بعيدٌ .
أو يقال : ليس البحث في الرجال عن مطلق الأوصاف المزبورة ، بل الخاصّة منها بالرواة ، وكذا في غيره ممّا ذكر وغيره .
ولا يخفى أنّه لابدّ معه من التزام اختصاص واسطة ثبوتها أيضاً بهم ؛ إذ المدار عليها ، والأوّل لايُغني عنه ، فإنّ عروض الخاصّ بواسطة العامّ واضح ، والالتزام الأخير مُغنٍ عن الأوّل . هذا على طريقة القوم .


توضيح المقال في علم الّرجال
32

والصبي هنا كالاُنثى فيهما مع أنّ البحث من جهة الرواية التي هي الأداء لا التحمّل ، و وجود صبي فيهم في هذا الحين غير معلوم ، مضافاً إلى احتمال : الوضع الثانوي الكافي فيه المناسبة في الجملة ، فلا إشكال أصلاً .
والمراد بِ «الحديث» ما ينتهي سلسله سنده إلى النبي صلى الله عليه و آله أو أحد المعصومين عليهم السلام ، ۱ وعند العامّة إلى النبي أو الصحابة أو التابعين ، ۲ وهذا هو الظاهر من إطلاقه أيضاً ، فهو أولى من لفظ الخبر ؛ لفقد الظهور في إطلاقه وإن تساويا مع قطع النظر في أظهر الأقوال التي منها أعمّيّة الخبر ممّا ذكر وبالعكس .
ولا افتقار إلى تقييده بالواحد لإخراج المتواتر ونحوه ، بل هو مخلّ ؛ إذ البحث عن رواتهما أيضاً وإن لم يحتج إليه بعد التواتر والاحتفاف بالعلمي من جهة روايتهم لذلك لامطلقاً .
هذا ، مع كفاية المعرفة في الجملة من نحو هذه التعاريف ؛ لأنّها الواجبة في مقدّمة كلّ علم كما فصّل في محالّه .
وممّا بيّنّاه ظهر حال التعريف الآخر له ، وهو أنّه «العلم بأحوال رواة الخبر الواحد ذاتاً ووصفاً ومدحاً وقدحاً وما في حكمهما» مضافاً إلى أنّ في جعل الذات من الأحوال ما ترى .
فالأَولى معها إسقاط الأحوال . كما أنّ الأَولى التعريف بأنّه «ما وضع لمعرفة الحديث المعتبر عن غيره» .

[ موضوع علم الرجال]

ونقول في الثاني : إنّه رواة الحديث فمع إرادة الجنس البحث عمّا يعرض لجزئيّاته ومصاديقه من الأوصاف المميّزة لبعضها عن بعض ، والموجبة لاعتبار قول بعض وعدمه في آخر ، فلايتوهّم أنّ البحث عن ذوات الجميع أو الأكثرين ليس بحثاً

1.. الرعاية ، ص ۵۲ ؛ مقباس الهداية ، ج ۱ ، ص ۵۶ .

2.. تدريب الراوي ، ج ۱ ، ص ۴۲ .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    سایر پدیدآورندگان :
    مولوی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 67604
صفحه از 344
پرینت  ارسال به