89
توضيح المقال في علم الّرجال

فيه زيادة حرف أو حركة مؤخّر عمّا ليس فيه ، كحارثة وعمارة وعبيدة وسلمة وسلامة ، وعمر عن حارث وعمار وعبيد وسلم وسلام وعمرو .
وعُلّل بأنّ الزيادة فرع ما زِيدَ عليه ، فحقّه التأخير ، ولأنّه على خلاف الأصل العَدَمي ، وهو مقدّم على الوجود ، إلاّ أنّه مع اطّراده في كلّ ما كانت الزيادة ألِفاً ـ إذ يقدّم زياد على زيد وسلام على سلم والحارث على الحرث وعامر على عمرو وعمر وغير ذلك ـ لاحاجة إليه في تقديم المكبّر على المصغّر ؛ لأنّه على القاعدة المتقدّمة ، فإنّ الياء متأخّر عن كلّ حرف .
نعم ، يفتقر إليه فيه أيضاً حيث كان بعد حرف التصغير ، أي آخر الكلمة ياء أيضاً ، كما في حُيَي مُصغَّر حيّ .
وعلى كلّ حال فهذا هو الذي عليه بناؤهم .
ثمّ إنّ هذا إذا اختلفت الأسماء المصَدَّرة بحرف الباب ولو في حرفٍ واحد إمّا في الثاني أو الثالث وهكذا ، وأمّا إذا اتّفقت في الجميع ـ كما في المشتركات المتّفق فيها عدّة أشخاص في اسمٍ واحد ، كأحمد وإسماعيل ومحمّد وعليّ وغير ذلك ، بل الأكثر ذلك ؛ لندرة مَنْ خُصَّ به اسم ممّا يذكر في الرجال ـ فالمدار بإعمال نحو ما سمعت على أسماء الآباء ، فَمَنْ أوّل حروف اسم أبيه مقدّم على أوّل اسم أبي غيره يُقَدَّم على الأخير وإن تأخّر ثاني حروف اسم أبيه عن ثاني بل ثالث بل رابع ، وهكذا من اسم أبي غيره .
مثلاً : يُقَدَّم آدم بن إسحاق على آدم بن عبداللّه ، وهو على آدم بن المتوكّل ؛ لأنّ أوّل إسحاق مُقَدَّم على أوّل عبداللّه وإن تأخّر ثاني إسحاق عن ثاني عبداللّه ، وهكذا في ابن عبداللّه وابن المتوكّل وهكذا .
ومع اتّفاق أوائل أسماء آباء الجميع يُراعى ما ذكر في ثانيها ومع الاتّفاق فيه في ثالثها ، وهكذا على حدّ ما عرفت في أصل الأسماء . وهذا إذا لم يشترك أسماء الآباء .
فلو اشتركت ـ كما في أحمد بن محمّد وجعفر بن محمّد وعليّ بن أحمد وعليّ بن إسماعيل ونحو ذلك ممّا توافق فيه أسماء الأولاد والآباء ـ رُوعِيَ ما ذكر في أسماء


توضيح المقال في علم الّرجال
88

الراجع إلى بابيهما فيعلم بهما أحوال الرجل إن ذُكرت فيهما أو اسمه ، فيقف عليه عند ترجمته ويعرف أحواله ، فلو لم يذكروا كذلك بل عند أسامي أربابهما خاصّةً ، لم يتمكّن الراجِع من معرفة مَنْ عبّر في السند بأحدهما ذاتاً أو وصفاً إلاّ بملاحظة جميع الأسامي ، وفيه من الصعوبة أو التعسّر أو التعذّر ما لايخفى .
وحيث إنّ ذلك محتمل في كثير من الكُنى والألقاب التزموا بذكر الجميع في موضعٍ مستقلّ مع استطراديّة البعض ، ومع ذلك فليس هذا من جميعهم ، فبعضهم اكتفى في موضع الاستقلال ببعض الكنى والألقاب ، حتّى أنّ في منتهى المقال حكى عن أستاذه والميرزا أنّهما أدرجا كثيراً من الألقاب في الأسماء وكذا بعض النساء ، وذكر بعض ذلك في آخر الكتاب . ۱
وكيف كان فيذكرون في باب الأسماء أبواباً أو فصولاً على عدد الحروف الهجائيّة وترتيبها ، فيكتبون باب الألف وباب التاء وهكذا ، ويتعرّضون في كلّ باب لجميع مَنْ صُدِّر اسمه بحرف ذلك الباب على ترتيب حروف الهجاء أيضاً بالنسبة إلى الحرف الثاني والثالث والرابع وهكذا ، نظير ما صنعه أهل اللغة وإن اختلف الصنفان بوضع الباب على أوائل الحروف أو أواخرها .
مثلاً : يُقدَّم في الرجال في باب الألف اسم آدم على اسم أبان ؛ لتقدّم الألف على الباء ، وأبان على إبراهيم ؛ لأنّهما وإن استويا في الحرفين ۲ : الأوّل والثاني إلاّ أنّهما اختلفا في الثالث ، والألف في الاسم الأوّل مقدّم على الراء في الاسم الثاني ، وإبراهيم مقدّم على أحمد ؛ لاختلافهما في الحرف الثاني مع تقدّم الباء على الحاء ، وهكذا أحمد على إدريس .
وأيضاً فالمكبَّر مقدّم على المصغّر ، كالحسن والحسين ، وعمرو وعمير ، بل كلّ ما

1.. وذكر فيه أيضاً في ترجمة ابن داود ، صاحب كتاب «الرجال» المعروف ، أنّه رتّبه على حروف المعجم في الأسماء وأسماء الآباء . قلتُ : يظهر منه ـ مع ملاحظة ماحكاه فيها عن الشهيد الثاني ـ أنّ أصل الترتيب الموجود في كتب المتأخّرين . (منه رحمه الله) .

2.. في الأصل : «الحروف» ، والصحيح ما أثبتناه .

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    سایر پدیدآورندگان :
    مولوی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 67556
صفحه از 344
پرینت  ارسال به