91
توضيح المقال في علم الّرجال

عبداللّه النحوي أبوبكر المؤدّب .
ولاريب أنّه لو لُوحظ الترتيب على القاعدة المتقدّمة أو التزم بأحد التقديمين ، كان أولى .
ولعلّ الباعث على إهمال الأمرين اختلاف الكنى والألقاب في الاشتهار ، فيؤخّر الأشهر ، لقباً كان أو كنيةً ؛ لحصول المعرفة به إن لم يحصل بغيره ، كما هو القاعدة في التعاريف والرسوم .
هذا كلّه إذا كان الموجود في السند أسماء الرواة خاصّةً أو مع اللقب أو الكنية أو معهما ، وأمّا إن كان الموجود فيه خصوص اللقب أو الكنية أو هُما ، فعلى المراجِع إلى الكتب الرجوع إلى باب الكنى والألقاب .
ونقول فيهما : إنّ الأمر فيهما من حيث الترتيب كما مرّ في الأسماء ، فيقدّم أبو إبراهيم على أبي أحمد ، وهو على أبي إسحاق ، وهو على أبي إسماعيل وهكذا .
وكذا يقدّم الآدميّ على الأبرازيّ ، وهو على الإبلي ، وهو على الأجلح ، وهو على الأحمر ، وهكذا .
وباب الكنى مقدّم على باب الألقاب ؛ لتصدُّرِ الألف في الأوّل مطلقاً ، سواء كانت الكنية مصدَّرةً بالأب أو الأُم أو الابن أو الأخ أو الأُخت . فهذا على وفق القاعده إلاّ في خصوص الألقاب المشار إليها،وعدّة أُخرى مصدّرة بالألف وثوانيها ممّا هو مقدّم على الميم بالنسبة إلى المصدّرة بالأُم ، لكن التزموا هذه المخالفة لتحقّق إفراد أحد البابين على الآخر ، فإنّه أَولى وأهمّ من مراعاة القاعدة المذكورة في خصوص الألفاظ المزبورة ، كما التزموا بها بالنسبة إلى ما فيهما وما في باب الأسماء؛ لوضوح أنّ مقتضى القاعدة تقديم غير ما صُدِّر بالاُمّ وما ذكر من الألقاب، نحو إسماعيل وإسحاق إلى آخر أبواب الأسماء، فخالفوها؛ للغرض المزبور.
لكن بقي أنّ مقتضى القاعدة تقديم ما صُدِّر بالابن على ما صدِّر بالأب ؛ لتقدّم النون على الواو أو الياء ، وكذا تقديم ما صدِّر بالاُخت على ما صدّر بالأخ ؛ لتقدّم التاء على الحرفين ، والموجود فيها العكس .
ولعلّ وجهه مراعاة جانب الاُبوّة مع أنّ التصدير بها هو الأصل والغالب في الكنى ،


توضيح المقال في علم الّرجال
90

الأجداد، فيُقَدَّم أحمد بن محمد بن أحمد على أحمد بن محمّد بن إسحاق ، وهو على أحمد بن محمد بن جعفر، وهو على أحمد بن محمّد بن الحسن، وهكذا.
وكذا يتصاعد إلى أسامي آباء الأجداد على النحو المزبور إذا كان الاشتراك في أسماء الأجداد أيضاً .
ولو كان الاشتراك في الجميع أو لم يكن أسامي أجداد الجميع أو البعض مذكورةً ، فيُراعى ما ذُكر فيما ذُكر لهم من الألقاب والكنى ، سواء كان في مقابل اللقب أو الكنية في أحدِهما أحدُهما في الآخر ـ كما في أحمد بن عليّ العلويّ وأحمد بن عليّ الفائدي،بالفاء،وفي أحمد بن محمّد أبي عبداللّه وأحمد بن محمّد أبي الغريب ، وفي إسماعيل بن أبي فديك وإسماعيل الأزرق ـ أو كان في مقابله الاسم،كما في محمد بن خالد الطيالسي ومحمّد بن خالد بن عبدالرحمن ؛ إذ الابن غير ملحوظ في الترتيب ، فالمقابلة بين الطيالسي وعبدالرحمن ، إلى غير ذلك .
وقد يكون نظر الترتيب في الكنى بينها وبين مثلها أو بين الألقاب أو الأسامي إلى ما أُضيف إليه الأب بإسقاطه عن الملاحظة ، كما هو الغالب بل على الإطلاق في المصدَّرة بـ «ابن» فيقدّم أحمد بن عبداللّه الإصفهاني على أحمد بن عبداللّه بن أُميّة ، مع أنّ الباء مقدّم على الصاد ، وكذا يقدّم محمّد بن قيس الأسدي على محمّد بن قيس أبي عبداللّه مع تقدّم الباء على السين ، فيظهر أنّه لم يلاحظ المضاف في الترتيب ، بل لُوحظ الأسدي مع عبداللّه ، و واضحٌ أنّ الألف مقدّم على العين ، إلاّ أنّ مثل ذلك نادر لايوجب تشويش الراجع واضطرابه وإن كان اطّراد الأمر على ما مرّ من القاعدة أولى .
فأمّا ذِكر الكنى والألقاب عند ذكر الأسامي فلم أقف على كتابٍ رتّب ذلك على القاعدة أو التزم بتقديم الكنى مطلقاً أو الألقاب كذلك ، فكثيراً مّا يقدّم اللّقب ، وكثيراً يُعكس ، فيقال : محمّد بن مروان الذهلي البصري أصله كوفيّ أبو عبداللّه ، ومحمّد بن مسعود بن محمّد بن عياش السلمي السمرقندي أبو النضر ، ويقال أيضاً : محمّد بن يحيى أبو جعفر العطّار القمّيّ ، لكنّ الغالب تقديم الكنية .
وقد تتوسّط الكنية بين عدّة ألقاب أو لقبين ، كما في محمد بن جعفر بن محمد بن

  • نام منبع :
    توضيح المقال في علم الّرجال
    سایر پدیدآورندگان :
    مولوی، محمد حسين
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1379
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 67514
صفحه از 344
پرینت  ارسال به