۱۵۴۲.عَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ، عَنْ أَبِيهِ عليهماالسلام ، قَالَ :«رَفَعَ إِلى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَوْمٌ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ ، فَقَالَ : مَنِ الْقَوْمُ؟ فَقَالُوا : مُؤْمِنُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ ، قَالَ : وَمَا بَلَغَ مِنْ إِيمَانِكُمْ؟ قَالُوا : الصَّبْرُ عِنْدَ الْبَلَاءِ ، وَالشُّكْرُ عِنْدَ الرَّخَاءِ ، وَالرِّضَا بِالْقَضَاءِ .
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : حُلَمَاءُ ، عُلَمَاءُ ، كَادُوا مِنَ الْفِقْهِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ ، إِنْ كُنْتُمْ كَمَا تَصِفُونَ فَلَا تَبْنُوا مَا لَا تَسْكُنُونَ ، وَلَا تَجْمَعُوا مَا لَا تَأْكُلُونَ ، وَاتَّقُوا اللّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» .
24 ـ بَابٌ
۱۵۴۳.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّرَّاجِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ؛ وَ بِأَسَانِيدَ مُخْتَلِفَةٍ ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ ، قَالَ :خَطَبَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فِي دَارِهِ ـ أَوْ قَالَ : فِي الْقَصْرِ ـ وَنَحْنُ مُجْتَمِعُونَ ، ثُمَّ أَمَرَ ـ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ ـ فَكُتِبَ فِي كِتَابٍ ، وَقُرِئَ عَلَى النَّاسِ.
وَ رَوى غَيْرُهُ أَنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ سَأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام عَنْ صِفَةِ الْاءِسْلَامِ وَالْاءِيمَانِ وَالْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ ، فَقَالَ :
«أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ شَرَعَ الْاءِسْلَامَ ، وَسَهَّلَ شَرَائِعَهُ لِمَنْ وَرَدَهُ ، وَأَعَزَّ أَرْكَانَهُ لِمَنْ حَارَبَهُ ، وَجَعَلَهُ عِزّاً لِمَنْ تَوَلَاهُ ، وَسِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ ، وَهُدًى لِمَنِ ائْتَمَّ بِهِ ، وَزِينَةً لِمَنْ تَجَلَّلَهُ ، وَعُذْراً لِمَنِ انْتَحَلَهُ ، وَعُرْوَةً لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهِ ، وَحَبْلاً لِمَنِ اسْتَمْسَكَ بِهِ ، وَبُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ ، وَنُوراً لِمَنِ اسْتَضَاءَ بِهِ ، وَعَوْناً لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِهِ ، وَشَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ ، وَفُلْجاً لِمَنْ حَاجَّ بِهِ ، وَعِلْماً لِمَنْ وَعَاهُ ، وَحَدِيثاً لِمَنْ رَوى ، وَحُكْماً لِمَنْ قَضى ، وَحِلْماً لِمَنْ جَرَّبَ ، وَلِبَاساً لِمَنْ تَدَبَّرَ ، وَفَهْماً لِمَنْ تَفَطَّنَ ، وَيَقِيناً لِمَنْ عَقَلَ ، وَبَصِيرَةً لِمَنْ عَزَمَ ، وَآيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ ، وَعِبْرَةً لِمَنِ اتَّعَظَ ، وَنَجَاةً لِمَنْ صَدَّقَ ، وَتُؤَدَةً لِمَنْ أَصْلَحَ ، وَزُلْفى لِمَنِ اقْتَرَبَ ، وَثِقَةً لِمَنْ تَوَكَّلَ ، وَرَخَاءً لِمَنْ فَوَّضَ ، وَسُبْقَةً لِمَنْ أَحْسَنَ ، وَخَيْراً لِمَنْ سَارَعَ ، وَجُنَّةً لِمَنْ صَبَرَ ، وَلِبَاساً لِمَنِ اتَّقى ، وَظَهِيراً لِمَنْ رَشَدَ ، وَكَهْفاً لِمَنْ آمَنَ ، وَأَمَنَةً لِمَنْ أَسْلَمَ ، وَرَجَاءً لِمَنْ صَدَقَ ، وَغِنًى لِمَنْ قَنِعَ .
فَذلِكَ الْحَقُّ سَبِيلُهُ الْهُدى ، وَمَأْثُرَتُهُ الْمَجْدُ ، وَصِفَتُهُ الْحُسْنى ؛ فَهُوَ أَبْلَجُ الْمِنْهَاجِ ، مُشْرِقُ الْمَنَارِ ، ذَاكِي الْمِصْبَاحِ ، رَفِيعُ الْغَايَةِ ، يَسِيرُ الْمِضْمَارِ ، جَامِعُ الْحَلْبَةِ ، سَرِيعُ السَّبْقَةِ ، أَلِيمُ النَّقِمَةِ ، كَامِلُ الْعُدَّةِ ، كَرِيمُ الْفُرْسَانِ ؛ فَالْاءِيمَانُ مِنْهَاجُهُ ، وَالصَّالِحَاتُ مَنَارُهُ ، وَالْفِقْهُ مَصَابِيحُهُ ، وَالدُّنْيَا مِضْمَارُهُ ، وَالْمَوْتُ غَايَتُهُ ، وَالْقِيَامَةُ حَلْبَتُهُ ، وَالْجَنَّةُ سُبْقَتُهُ ، وَالنَّارُ نَقِمَتُهُ ، وَالتَّقْوى عُدَّتُهُ ، وَالْمُحْسِنُونَ فُرْسَانُهُ .
فَبِالْاءِيمَانِ يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحَاتِ ، وَبِالصَّالِحَاتِ يُعْمَرُ الْفِقْهُ ، وَبِالْفِقْهِ يُرْهَبُ الْمَوْتُ ، وَبِالْمَوْتِ تُخْتَمُ الدُّنْيَا ، وَبِالدُّنْيَا تَجُوزُ الْقِيَامَةَ ، وَبِالْقِيَامَةِ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ ، وَالْجَنَّةُ حَسْرَةُ أَهْلِ النَّارِ ، وَالنَّارُ مَوْعِظَةُ الْمُتَّقِينَ ، وَالتَّقْوى سِنْخُ الْاءِيمَانِ» .