46 ـ بَابُ مَنْ بَلَغَهُ ثَوَابٌ مِنَ اللّهِ عَلى عَمَلٍ
۱۶۸۸.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ :«مَنْ سَمِعَ شَيْئاً مِنَ الثَّوَابِ عَلى شَيْءٍ ، فَصَنَعَهُ ، كَانَ لَهُ أَجْرُهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَلى مَا بَلَغَهُ» .
۱۶۸۹.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عِمْرَانَ الزَّعْفَرَانِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ :«مَنْ بَلَغَهُ ثَوَابٌ مِنَ اللّهِ عَلى عَمَلٍ ، فَعَمِلَ ذلِكَ الْعَمَلَ الْتِمَاسَ ذلِكَ الثَّوَابِ ، أُوتِيَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْحَدِيثُ كَمَا بَلَغَهُ» .
47 ـ بَابُ الصَّبْرِ
۱۶۹۰.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ :«الصَّبْرُ رَأْسُ الْاءِيمَانِ» .
۱۶۹۱.أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ :«الصَّبْرُ مِنَ الْاءِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ ، فَإِذَا ذَهَبَ الرَّأْسُ ذَهَبَ الْجَسَدُ ، كَذلِكَ إِذَا ذَهَبَ الصَّبْرُ ذَهَبَ الْاءِيمَانُ» .
۱۶۹۲.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ جَمِيعاً ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام :«يَا حَفْصُ ، إِنَّ مَنْ صَبَرَ ، صَبَرَ قَلِيلاً ، وَإِنَّ مَنْ جَزِعَ ، جَزِعَ قَلِيلاً».
ثُمَّ قَالَ : «عَلَيْكَ بِالصَّبْرِ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ ؛ فَإِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله ، فَأَمَرَهُ بِالصَّبْرِ وَالرِّفْقِ ، فَقَالَ : «وَ اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً وَذَرْنِى وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِى النَّعْمَةِ» وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى : «ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ وَما يُلَقّاها إِلَا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقّاها إِلاّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ» .
فَصَبَرَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَتّى نَالُوهُ بِالْعَظَائِمِ ، وَرَمَوْهُ بِهَا ، فَضَاقَ صَدْرُهُ ، فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السّاجِدِينَ» ثُمَّ كَذَّبُوهُ وَرَمَوْهُ ، فَحَزِنَ لِذلِكَ ، فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِى يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظّالِمِينَ بِآياتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتّى أَتاهُمْ نَصْرُنا» .
فَأَلْزَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله نَفْسَهُ الصَّبْرَ ، فَتَعَدَّوْا ، فَذَكَرُوا اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ وَكَذَّبُوهُ ، فَقَالَ : قَدْ صَبَرْتُ فِي نَفْسِي وَأَهْلِي وَعِرْضِي ، وَلَا صَبْرَ لِي عَلى ذِكْرِ إِلهِي ، فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِى سِتَّةِ أَيّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ» فَصَبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ .
ثُمَّ بُشِّرَ فِي عِتْرَتِهِ بِالْأَئِمَّةِ ، وَوُصِفُوا بِالصَّبْرِ ، فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : «وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ» فَعِنْدَ ذلِكَ قَالَ صلى الله عليه و آله : الصَّبْرُ مِنَ الْاءِيمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ ، فَشَكَرَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ذلِكَ لَهُ ، فَأَنْزَلَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ : «وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِى إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ» فَقَالَ صلى الله عليه و آله : إِنَّهُ بُشْرى وَانْتِقَامٌ ، فَأَبَاحَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ قِتَالَ الْمُشْرِكِينَ ، فَأَنْزَلَ اللّهُ : «فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ»«وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ» فَقَتَلَهُمُ اللّهُ عَلى يَدَيْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَأَحِبَّائِهِ ، وَجَعَلَ لَهُ ثَوَابَ صَبْرِهِ مَعَ مَا ادَّخَرَ لَهُ فِي الْاخِرَةِ ، فَمَنْ صَبَرَ وَاحْتَسَبَ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتّى يُقِرَّ اللّهُ لَهُ عَيْنَهُ فِي أَعْدَائِهِ مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْاخِرَةِ» .