۱۴۶۱.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيِّ وَعُقْبَةَ جَمِيعاً ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ:«إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلَقَ الْخَلْقَ ، فَخَلَقَ مَنْ أَحَبَّ مِمَّا أَحَبَّ ، وَكَانَ مَا أَحَبَّ أَنْ خَلَقَهُ مِنْ طِينَةِ الْجَنَّةِ ، وَخَلَقَ مَنْ أَبْغَضَ مِمَّا أَبْغَضَ ، وَكَانَ مَا أَبْغَضَ أَنْ خَلَقَهُ مِنْ طِينَةِ النَّارِ ، ثُمَّ بَعَثَهُمْ فِي الظِّلَالِ».
فَقُلْتُ: وَأَيُّ شَيْءٍ الظِّلَالُ؟
فَقَالَ: «أَ لَمْ تَرَ إِلى ظِلِّكَ فِي الشَّمْسِ شَيْئاً وَلَيْسَ بِشَيْءٍ».
«ثُمَّ بَعَثَ مِنْهُمُ النَّبِيِّينَ ، فَدَعَوْهُمْ إِلَى الْاءِقْرَارِ بِاللّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللّهُ» ثُمَّ دَعَوْهُمْ إِلَى الْاءِقْرَارِ بِالنَّبِيِّينَ فَأَقَرَّ بَعْضُهُمْ ، وَأَنْكَرَ بَعْضٌ ، ثُمَّ دَعَوْهُمْ إِلى وَلَايَتِنَا ، فَأَقَرَّ بِهَا وَاللّهِ مَنْ أَحَبَّ ، وَأَنْكَرَهَا مَنْ أَبْغَضَ ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : «فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ» ».
ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «كَانَ التَّكْذِيبُ ثَمَّ».
4 ـ بَابُ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أَوَّلُ مَنْ أَجَابَ وَأَقَرَّ لِلّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالرُّبُوبِيَّةِ
۱۴۶۲.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام :«أَنَّ بَعْضَ قُرَيْشٍ قَالَ لِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : بِأَيِّ شَيْءٍ سَبَقْتَ الْأَنْبِيَاءَ وَأَنْتَ بُعِثْتَ آخِرَهُمْ وَخَاتَمَهُمْ؟
فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِرَبِّي ، وَأَوَّلَ مَنْ أَجَابَ حَيْثُ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ ، «وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ» فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ نَبِيٍّ قَالَ: بَلى ، فَسَبَقْتُهُمْ بِالْاءِقْرَارِ بِاللّهِ عَزَّ وَجَلَّ».
۱۴۶۳.أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي لَأَرى بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَعْتَرِيهِ النَّزَقُ وَالْحِدَّةُ وَالطَّيْشُ ، فَأَغْتَمُّ لِذلِكَ غَمّاً شَدِيداً ، وَأَرى مَنْ خَالَفَنَا، فَأَرَاهُ حَسَنَ السَّمْتِ؟
قَالَ:«لَا تَقُلْ حَسَنَ السَّمْتِ؛ فَإِنَّ السَّمْتَ سَمْتُ الطَّرِيقِ، وَلكِنْ قُلْ: حَسَنَ السِّيمَاءِ؛ فَإِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ: «سِيماهُمْ فِى وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ» ».
قَالَ: قُلْتُ: فَأَرَاهُ حَسَنَ السِّيمَاءِ، وَ لَهُ وَقَارٌ، فَأَغْتَمُّ لِذلِكَ؟
قَالَ: «لَا تَغْتَمَّ لِمَا رَأَيْتَ مِنْ نَزَقِ أَصْحَابِكَ ، وَلِمَا رَأَيْتَ مِنْ حُسْنِ سِيمَاءِ مَنْ خَالَفَكَ؛ إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عليه السلام ، خَلَقَ تِلْكَ الطِّينَتَيْنِ ، ثُمَّ فَرَّقَهُمَا فِرْقَتَيْنِ ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ: كُونُوا خَلْقاً بِإِذْنِي ، فَكَانُوا خَلْقاً بِمَنْزِلَةِ الذَّرِّ يَسْعى ، وَقَالَ لِأَهْلِ الشِّمَالِ: كُونُوا خَلْقاً بِإِذْنِي ، فَكَانُوا خَلْقاً بِمَنْزِلَةِ الذَّرِّ يَدْرُجُ ، ثُمَّ رَفَعَ لَهُمْ نَاراً ، فَقَالَ: ادْخُلُوهَا بِإِذْنِي ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ اتَّبَعَهُ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَأَوْصِيَاؤُهُمْ وَأَتْبَاعُهُمْ .
ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ: ادْخُلُوهَا بِإِذْنِي ، فَقَالُوا: رَبَّنَا ، خَلَقْتَنَا لِتُحْرِقَنَا؟ فَعَصَوْا ، فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ: اخْرُجُوا بِإِذْنِي مِنَ النَّارِ ، فَخَرَجُوا لَمْ تَكْلِمِ النَّارُ مِنْهُمْ كَلْماً ، وَلَمْ تُؤَثِّرْ فِيهِمْ أَثَراً ، فَلَمَّا رَآهُمْ أَصْحَابُ الشِّمَالِ قَالُوا: رَبَّنَا، نَرى أَصْحَابَنَا قَدْ سَلِمُوا ، فَأَقِلْنَا وَمُرْنَا بِالدُّخُولِ ، قَالَ: قَدْ أَقَلْتُكُمْ، فَادْخُلُوهَا ، فَلَمَّا دَنَوْا وَأَصَابَهُمُ الْوَهَجُ رَجَعُوا ، فَقَالُوا: يَا رَبَّنَا ، لَا صَبْرَ لَنَا عَلَى الِاحْتِرَاقِ ، فَعَصَوْا ، فَأَمَرَهُمْ بِالدُّخُولِ ثَلَاثاً ، كُلَّ ذلِكَ يَعْصُونَ وَيَرْجِعُونَ ، وَأَمَرَ أُولئِكَ ثَلَاثاً ، كُلَّ ذلِكَ يُطِيعُونَ وَيَخْرُجُونَ ، فَقَالَ لَهُمْ: كُونُوا طِيناً بِإِذْنِي ، فَخَلَقَ مِنْهُ آدَمَ عليه السلام ».
قَالَ: «فَمَنْ كَانَ مِنْ هؤُلَاءِ لَا يَكُونُ مِنْ هؤُلَاءِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ هؤُلَاءِ لَا يَكُونُ مِنْ هؤُلَاءِ؛ وَمَا رَأَيْتَ مِنْ نَزَقِ أَصْحَابِكَ وَخُلُقِهِمْ ، فَمِمَّا أَصَابَهُمْ مِنْ لَطْخِ أَصْحَابِ الشِّمَالِ؛ وَمَا رَأَيْتَ مِنْ حُسْنِ سِيمَاءِ مَنْ خَالَفَكُمْ وَوَقَارِهِمْ ، فَمِمَّا أَصَابَهُمْ مِنْ لَطْخِ أَصْحَابِ الْيَمِينِ».