161
تحفة الأولياء ج4

تحفة الأولياء ج4
160

171 ـ بَابُ الضَّلَالِ

۲۸۹۰.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ هَاشِمٍ صَاحِبِ الْبَرِيدِ، قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ أَبُو الْخَطَّابِ مُجْتَمِعِينَ، فَقَالَ لَنَا أَبُو الْخَطَّابِ: مَا تَقُولُونَ فِيمَنْ لَمْ يَعْرِفْ هذَا الْأَمْرَ؟ فَقُلْتُ: مَنْ لَمْ يَعْرِفْ هذَا الْأَمْرَ، فَهُوَ كَافِرٌ، فَقَالَ أَبُو الْخَطَّابِ: لَيْسَ بِكَافِرٍ حَتّى تَقُومَ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ، فَإِذَا قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ فَلَمْ يَعْرِفْ، فَهُوَ كَافِرٌ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ: سُبْحَانَ اللّهِ! مَا لَهُ إِذَا لَمْ يَعْرِفْ وَ لَمْ يَجْحَدْ يَكْفُرُ؟ لَيْسَ بِكَافِرٍ إِذَا لَمْ يَجْحَدْ.
قَالَ: فَلَمَّا حَجَجْتُ، دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، فَأَخْبَرْتُهُ بِذلِكَ، فَقَالَ:
«إِنَّكَ قَدْ حَضَرْتَ وَ غَابَا، وَ لكِنْ مَوْعِدُكُمُ اللَّيْلَةَ الْجَمْرَةُ الْوُسْطى بِمِنى».
فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ، اجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ وَ أَبُو الْخَطَّابِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، فَتَنَاوَلَ وِسَادَةً، فَوَضَعَهَا فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ قَالَ لَنَا: «مَا تَقُولُونَ فِي خَدَمِكُمْ وَ نِسَائِكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ؟ أَ لَيْسَ يَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللّهُ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «أَ لَيْسَ يَشْهَدُونَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «أَ لَيْسَ يُصَلُّونَ وَ يَصُومُونَ وَ يَحُجُّونَ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «فَيَعْرِفُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ؟» قُلْتُ: لَا، قَالَ: «فَمَا هُمْ عِنْدَكُمْ؟» قُلْتُ: مَنْ لَمْ يَعْرِفْ هذَا الْأَمْرَ، فَهُوَ كَافِرٌ.
قَالَ : «سُبْحَانَ اللّهِ! أَ مَا رَأَيْتَ أَهْلَ الطَّرِيقِ وَ أَهْلَ الْمِيَاهِ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «أَلَيْسَ يُصَلُّونَ وَ يَصُومُونَ وَ يَحُجُّونَ؟ أَ لَيْسَ يَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «فَيَعْرِفُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ؟» قُلْتُ: لَا، قَالَ: «فَمَا هُمْ عِنْدَكُمْ؟» قُلْتُ: مَنْ لَمْ يَعْرِفْ هذَا الْأَمْرَ، فَهُوَ كَافِرٌ.
قَالَ : «سُبْحَانَ اللّهِ! أَ مَا رَأَيْتَ الْكَعْبَةَ وَ الطَّوَّافَ وَ أَهْلَ الْيَمَنِ وَ تَعَلُّقَهُمْ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «أَ لَيْسَ يَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللّهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَ يُصَلُّونَ وَ يَصُومُونَ وَ يَحُجُّونَ؟» قُلْتُ: بَلى، قَالَ: «فَيَعْرِفُونَ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ؟» قُلْتُ: لَا، قَالَ: «فَمَا تَقُولُونَ فِيهِمْ؟» قُلْتُ: مَنْ لَمْ يَعْرِفْ، فَهُوَ كَافِرٌ.
قَالَ: «سُبْحَانَ اللّهِ! هذَا قَوْلُ الْخَوَارِجِ» ثُمَّ قَالَ: «إِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ» فَقُلْتُ أَنَا: لاَ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ شَرٌّ عَلَيْكُمْ أَنْ تَقُولُوا بِشَيْءٍ مَا لَمْ تَسْمَعُوهُ مِنَّا» قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُدِيرُنَا عَلى قَوْلِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ.

  • نام منبع :
    تحفة الأولياء ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : مرادی، محمد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 289685
صفحه از 791
پرینت  ارسال به