165
تحفة الأولياء ج4

تحفة الأولياء ج4
164

۲۸۹۱.عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ يُونُسَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي مُنَاكَحَةِ النَّاسِ؛ فَإِنِّي قَدْ بَلَغْتُ مَا تَرَاهُ وَ مَا تَزَوَّجْتُ قَطُّ؟ فَقَالَ: «وَ مَا يَمْنَعُكَ مِنْ ذلِكَ؟» فَقُلْتُ: مَا يَمْنَعُنِي إِلَا أَنَّنِي أَخْشى أَنْ لَا تَحِلَّ لِي مُنَاكَحَتُهُمْ، فَمَا تَأْمُرُنِي؟ فَقَالَ: «فَكَيْفَ تَصْنَعُ وَ أَنْتَ شَابٌّ؟ أَ تَصْبِرُ؟» قُلْتُ: أَتَّخِذُ الْجَوَارِيَ، قَالَ: «فَهَاتِ الْانَ، فَبِمَا تَسْتَحِلُّ الْجَوَارِيَ؟» قُلْتُ: إِنَّ الْأَمَةَ لَيْسَتْ بِمَنْزِلَةِ الْحُرَّةِ، إِنْ رَابَتْنِي بِشَيْءٍ بِعْتُهَا وَ اعْتَزَلْتُهَا، قَالَ: «فَحَدِّثْنِي بِمَا اسْتَحْلَلْتَهَا؟» قَالَ : فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي جَوَابٌ.
فَقُلْتُ لَهُ: فَمَا تَرى أَتَزَوَّجُ؟ فَقَالَ: «مَا أُبَالِي أَنْ تَفْعَلَ» قُلْتُ: أَ رَأَيْتَ قَوْلَكَ: «مَا أُبَالِي أَنْ تَفْعَلَ» فَإِنَّ ذلِكَ عَلى جِهَتَيْنِ تَقُولُ: لَسْتُ أُبَالِي أَنْ تَأْثَمَ مِنْ غَيْرِ أَنْ آمُرَكَ، فَمَا تَأْمُرُنِي أَفْعَلُ ذلِكَ بِأَمْرِكَ؟ فَقَالَ لِي: «قَدْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله تَزَوَّجَ، وَ قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ امْرَأَةِ نُوحٍ وَ امْرَأَةِ لُوطٍ مَا قَدْ كَانَ، إِنَّهُمَا قَدْ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ».
فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَيْسَ فِي ذلِكَ بِمَنْزِلَتِي، إِنَّمَا هِيَ تَحْتَ يَدِهِ، وَ هِيَ مُقِرَّةٌ بِحُكْمِهِ، مُقِرَّةٌ بِدِينِهِ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «مَا تَرى مِنَ الْخِيَانَةِ فِي قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :«فَخانَتاهُما»؟ مَا يَعْنِي بِذلِكَ إِلَا الْفَاحِشَةَ، وَ قَدْ زَوَّجَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فُلَاناً».
قَالَ: قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللّهُ، مَا تَأْمُرُنِي أَنْطَلِقُ فَأَتَزَوَّجُ بِأَمْرِكَ؟
فَقَالَ لِي: «إِنْ كُنْتَ فَاعِلاً، فَعَلَيْكَ بِالْبَلْهَاءِ مِنَ النِّسَاءِ».
قُلْتُ: وَ مَا الْبَلْهَاءُ؟ قَالَ: «ذَوَاتُ الْخُدُورِ، الْعَفَائِفُ».
فَقُلْتُ: مَنْ هِيَ عَلى دِينِ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ؟ قَالَ: «لَا».
فَقُلْتُ: مَنْ هِيَ عَلى دِينِ رَبِيعَةِ الرَّأْيِ؟ فَقَالَ: «لَا، وَ لكِنَّ الْعَوَاتِقَ اللَّوَاتِي لَا يَنْصِبْنَ كُفْراً، وَ لَا يَعْرِفْنَ مَا تَعْرِفُونَ».
قُلْتُ: وَ هَلْ تَعْدُو أَنْ تَكُونَ مُؤْمِنَةً أَوْ كَافِرَةً ؟ فَقَالَ : «تَصُومُ وَ تُصَلِّي وَ تَتَّقِي اللّهَ، وَ لَا تَدْرِي مَا أَمْرُكُمْ».
فَقُلْتُ: قَدْ قَالَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ :«هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ»لَا وَ اللّهِ، لَا يَكُونُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ وَ لَا كَافِرٍ.
قَالَ: فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «قَوْلُ اللّهِ أَصْدَقُ مِنْ قَوْلِكَ يَا زُرَارَةُ، أَ رَأَيْتَ قَوْلَ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :«خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ»فَلِمَا قَالَ: عَسى؟» فَقُلْتُ: مَا هُمْ إِلَا مُؤْمِنِينَ أَوْ كَافِرِينَ، قَالَ: فَقَالَ: «مَا تَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ :«إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً»إِلَى الْاءِيمَانِ؟». فَقُلْتُ: مَا هُمْ إِلَا مُؤْمِنِينَ أَوْ كَافِرِينَ، فَقَالَ:
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ يُونُسَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي مُنَاكَحَةِ النَّاسِ؛ فَإِنِّي قَدْ بَلَغْتُ مَا تَرَاهُ وَ مَا تَزَوَّجْتُ قَطُّ؟ فَقَالَ: «وَ مَا يَمْنَعُكَ مِنْ ذلِكَ؟» فَقُلْتُ: مَا يَمْنَعُنِي إِلَا أَنَّنِي أَخْشى أَنْ لَا تَحِلَّ لِي مُنَاكَحَتُهُمْ، فَمَا تَأْمُرُنِي؟ فَقَالَ: «فَكَيْفَ تَصْنَعُ وَ أَنْتَ شَابٌّ؟ أَ تَصْبِرُ؟» قُلْتُ: أَتَّخِذُ الْجَوَارِيَ، قَالَ: «فَهَاتِ الْانَ، فَبِمَا تَسْتَحِلُّ الْجَوَارِيَ؟» قُلْتُ: إِنَّ الْأَمَةَ لَيْسَتْ بِمَنْزِلَةِ الْحُرَّةِ، إِنْ رَابَتْنِي بِشَيْءٍ بِعْتُهَا وَ اعْتَزَلْتُهَا، قَالَ: «فَحَدِّثْنِي بِمَا اسْتَحْلَلْتَهَا؟» قَالَ : فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي جَوَابٌ.
فَقُلْتُ لَهُ: فَمَا تَرى أَتَزَوَّجُ؟ فَقَالَ: «مَا أُبَالِي أَنْ تَفْعَلَ» قُلْتُ: أَ رَأَيْتَ قَوْلَكَ: «مَا أُبَالِي أَنْ تَفْعَلَ» فَإِنَّ ذلِكَ عَلى جِهَتَيْنِ تَقُولُ: لَسْتُ أُبَالِي أَنْ تَأْثَمَ مِنْ غَيْرِ أَنْ آمُرَكَ، فَمَا تَأْمُرُنِي أَفْعَلُ ذلِكَ بِأَمْرِكَ؟ فَقَالَ لِي: «قَدْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله تَزَوَّجَ، وَ قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ امْرَأَةِ نُوحٍ وَ امْرَأَةِ لُوطٍ مَا قَدْ كَانَ، إِنَّهُمَا قَدْ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ».
فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَيْسَ فِي ذلِكَ بِمَنْزِلَتِي، إِنَّمَا هِيَ تَحْتَ يَدِهِ، وَ هِيَ مُقِرَّةٌ بِحُكْمِهِ، مُقِرَّةٌ بِدِينِهِ، قَالَ: فَقَالَ لِي: «مَا تَرى مِنَ الْخِيَانَةِ فِي قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : «فَخانَتاهُما» ؟ مَا يَعْنِي بِذلِكَ إِلَا الْفَاحِشَةَ، وَ قَدْ زَوَّجَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فُلَاناً».
قَالَ: قُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللّهُ، مَا تَأْمُرُنِي أَنْطَلِقُ فَأَتَزَوَّجُ بِأَمْرِكَ؟
فَقَالَ لِي: «إِنْ كُنْتَ فَاعِلاً، فَعَلَيْكَ بِالْبَلْهَاءِ مِنَ النِّسَاءِ».
قُلْتُ: وَ مَا الْبَلْهَاءُ؟ قَالَ: «ذَوَاتُ الْخُدُورِ، الْعَفَائِفُ».
فَقُلْتُ: مَنْ هِيَ عَلى دِينِ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ؟ قَالَ: «لَا».
فَقُلْتُ: مَنْ هِيَ عَلى دِينِ رَبِيعَةِ الرَّأْيِ؟ فَقَالَ: «لَا، وَ لكِنَّ الْعَوَاتِقَ اللَّوَاتِي لَا يَنْصِبْنَ كُفْراً، وَ لَا يَعْرِفْنَ مَا تَعْرِفُونَ».
قُلْتُ: وَ هَلْ تَعْدُو أَنْ تَكُونَ مُؤْمِنَةً أَوْ كَافِرَةً ؟ فَقَالَ : «تَصُومُ وَ تُصَلِّي وَ تَتَّقِي اللّهَ، وَ لَا تَدْرِي مَا أَمْرُكُمْ».
فَقُلْتُ: قَدْ قَالَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : «هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ» لَا وَ اللّهِ، لَا يَكُونُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسَ بِمُؤْمِنٍ وَ لَا كَافِرٍ.
قَالَ: فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : «قَوْلُ اللّهِ أَصْدَقُ مِنْ قَوْلِكَ يَا زُرَارَةُ، أَ رَأَيْتَ قَوْلَ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : «خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَ آخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ» فَلِمَا قَالَ: عَسى؟» فَقُلْتُ: مَا هُمْ إِلَا مُؤْمِنِينَ أَوْ كَافِرِينَ، قَالَ: فَقَالَ: «مَا تَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ : «إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَ لا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً» إِلَى الْاءِيمَانِ؟». فَقُلْتُ: مَا هُمْ إِلَا مُؤْمِنِينَ أَوْ كَافِرِينَ، فَقَالَ: «وَ اللّهِ، مَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ وَ لَا كَافِرِينَ». ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: «مَا تَقُولُ فِي أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ؟» فَقُلْتُ: مَا هُمْ إِلَا مُؤْمِنِينَ أَوْ كَافِرِينَ، إِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ فَهُمْ مُؤْمِنُونَ، وَ إِنْ دَخَلُوا النَّارَ فَهُمْ كَافِرُونَ، فَقَالَ: «وَ اللّهِ، مَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ وَ لَا كَافِرِينَ، وَ لَوْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ لَدَخَلُوا الْجَنَّةَ كَمَا دَخَلَهَا الْمُؤْمِنُونَ، وَ لَوْ كَانُوا كَافِرِينَ لَدَخَلُوا النَّارَ كَمَا دَخَلَهَا الْكَافِرُونَ، وَ لكِنَّهُمْ قَوْمٌ قَدِ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُمْ وَ سَيِّئَاتُهُمْ، فَقَصُرَتْ بِهِمُ الْأَعْمَالُ، وَ إِنَّهُمْ لَكَمَا قَالَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ».
فَقُلْتُ: أَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ هُمْ، أَمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ فَقَالَ: «اتْرُكْهُمْ حَيْثُ تَرَكَهُمُ اللّهُ». قُلْتُ: أَ فَتُرْجِئُهُمْ؟ قَالَ: «نَعَمْ، أُرْجِئُهُمْ كَمَا أَرْجَأَهُمُ اللّهُ، إِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ، وَ إِنْ شَاءَ سَاقَهُمْ إِلَى النَّارِ بِذُنُوبِهِمْ وَ لَمْ يَظْلِمْهُمْ». فَقُلْتُ: هَلْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ كَافِرٌ؟ قَالَ: «لَا» قُلْتُ : فَهَلْ يَدْخُلُ النَّارَ إِلَا كَافِرٌ؟ قَالَ: فَقَالَ: «لَا، إِلَا أَنْ يَشَاءَ اللّهُ، يَا زُرَارَةُ إِنَّنِي أَقُولُ: مَا شَاءَ اللّهُ، وَ أَنْتَ لَا تَقُولُ: مَا شَاءَ اللّهُ، أَمَا إِنَّكَ إِنْ كَبِرْتَ، رَجَعْتَ وَ تحَلَّلَتْ عَنْكَ عُقَدُكَ».

  • نام منبع :
    تحفة الأولياء ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : مرادی، محمد
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 291941
صفحه از 791
پرینت  ارسال به