۳۰۲۹.عَنْهُ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام :«كَمْ مِنْ طَالِبٍ لِلدُّنْيَا لَمْ يُدْرِكْهَا، وَ مُدْرِكٍ لَهَا قَدْ فَارَقَهَا؛ فَلَا يَشْغَلَنَّكَ طَلَبُهَا عَنْ عَمَلِكَ، وَ الْتَمِسْهَا مِنْ مُعْطِيهَا وَ مَالِكِهَا، فَكَمْ مِنْ حَرِيصٍ عَلَى الدُّنْيَا قَدْ صَرَعَتْهُ، وَ اشْتَغَلَ بِمَا أَدْرَكَ مِنْهَا عَنْ طَلَبِ آخِرَتِهِ حَتّى فَنِيَ عُمُرُهُ، وَ أَدْرَكَهُ أَجَلُهُ».
وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : «الْمَسْجُونُ مَنْ سَجَنَتْهُ دُنْيَاهُ عَنْ آخِرَتِهِ».
۳۰۳۰.وَ عَنْهُ رَفَعَهُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ: قَالَ:«إِذَا أَتَتْ عَلَى الرَّجُلِ أَرْبَعُونَ سَنَةً، قِيلَ لَهُ: خُذْ حِذْرَكَ، فَإِنَّكَ غَيْرُ مَعْذُورٍ، وَ لَيْسَ ابْنُ الْأَرْبَعِينَ بِأَحَقَّ بِالْحِذْرِ مِنِ ابْنِ الْعِشْرِينَ، فَإِنَّ الَّذِي يَطْلُبُهُمَا وَاحِدٌ وَ لَيْسَ بِرَاقِدٍ، فَاعْمَلْ لِمَا أَمَامَكَ مِنَ الْهَوْلِ، وَ دَعْ عَنْكَ فُضُولَ الْقَوْلِ».
۳۰۳۱.عَنْهُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ حَسَّانَ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ، قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام :«خُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ نَفْسِكَ ، خُذْ مِنْهَا فِي الصِّحَّةِ قَبْلَ السُّقْمِ، وَ فِي الْقُوَّةِ قَبْلَ الضَّعْفِ، وَ فِي الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَمَاتِ».
۳۰۳۲.عَنْهُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«إِنَّ النَّهَارَ إِذَا جَاءَ قَالَ: يَا ابْنَ آدَمَ، اعْمَلْ فِي يَوْمِكَ هذَا خَيْراً؛ أَشْهَدْ لَكَ بِهِ عِنْدَ رَبِّكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ فَإِنِّي لَمْ آتِكَ فِيمَا مَضى، وَ لَا آتِيكَ فِيمَا بَقِيَ، وَ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ قَالَ مِثْلَ ذلِكَ».
۳۰۳۳.الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ، قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْصِنِي بِوَجْهٍ مِنْ وُجُوهِ الْبِرِّ أَنْجُو بِهِ .
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :«أَيُّهَا السَّائِلُ، اسْتَمِعْ، ثُمَّ اسْتَفْهِمْ، ثُمَّ اسْتَيْقِنْ، ثُمَّ اسْتَعْمِلْ؛ وَ اعْلَمْ أَنَّ النَّاسَ ثَلَاثَةٌ: زَاهِدٌ، وَ صَابِرٌ، وَ رَاغِبٌ.
فَأَمَّا الزَّاهِدُ، فَقَدْ خَرَجَتِ الْأَحْزَانُ وَ الْأَفْرَاحُ مِنْ قَلْبِهِ، فَلَا يَفْرَحُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا، وَ لَا يَأْسى عَلى شَيْءٍ مِنْهَا فَاتَهُ ؛ فَهُوَ مُسْتَرِيحٌ.
وَ أَمَّا الصَّابِرُ، فَإِنَّهُ يَتَمَنَّاهَا بِقَلْبِهِ، فَإِذَا نَالَ مِنْهَا أَلْجَمَ نَفْسَهُ عَنْهَا لِسُوءِ عَاقِبَتِهَا وَ شَنَآنِهَا، لَوِ اطَّلَعْتَ عَلى قَلْبِهِ، عَجِبْتَ مِنْ عِفَّتِهِ وَ تَوَاضُعِهِ وَ حَزْمِهِ.
وَ أَمَّا الرَّاغِبُ، فَلَا يُبَالِي مِنْ أَيْنَ جَاءَتْهُ الدُّنْيَا ، مِنْ حِلِّهَا أَوْ مِنْ حَرَامِهَا، وَ لَا يُبَالِي مَا دَنَّسَ فِيهَا عِرْضَهُ، وَ أَهْلَكَ نَفْسَهُ، وَ أَذْهَبَ مُرُوءَتَهُ؛ فَهُمْ فِي غَمْرَةٍ يَضْطَرِبُونَ».