۳۱۹۴.وَ بِإِسْنَادِهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«قَالَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ لِمُوسى : اجْعَلْ لِسَانَكَ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِكَ تَسْلَمْ، وَ أَكْثِرْ ذِكْرِي بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ، وَ لَا تَتَّبِعِ الْخَطِيئَةَ فِي مَعْدِنِهَا فَتَنْدَمَ؛ فَإِنَّ الْخَطِيئَةَ مَوْعِدُ أَهْلِ النَّارِ».
۳۱۹۵.وَ بِإِسْنَادِهِ، قَالَ:«فِيمَا نَاجَى اللّهُ بِهِ مُوسى عليه السلام ، قَالَ : يَا مُوسى ، لَا تَنْسَنِي عَلى كُلِّ حَالٍ؛ فَإِنَّ نِسْيَانِي يُمِيتُ الْقَلْبَ».
۳۱۹۶.عَنْهُ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ غَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«قَالَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : يَا ابْنَ آدَمَ، اذْكُرْنِي فِي مَلَاً? أَذْكُرْكَ فِي مَلَاً?خَيْرٍ مِنْ مَلَئِكَ».
۳۱۹۷.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ:«قَالَ اللّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : مَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَاً?مِنَ النَّاسِ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَاً?مِنَ الْمَلَائِكَةِ».
22 ـ بَابُ ذِكْرِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَثِيراً
۳۱۹۸.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ :«مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَا وَ لَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ إِلَا الذِّكْرَ، فَلَيْسَ لَهُ حَدٌّ يَنْتَهِي إِلَيْهِ، فَرَضَ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ الْفَرَائِضَ، فَمَنْ أَدَّاهُنَّ فَهُوَ حَدُّهُنَّ ؛ وَ شَهْرَ رَمَضَانَ ، فَمَنْ صَامَهُ فَهُوَ حَدُّهُ ؛ وَ الْحَجَّ ، فَمَنْ حَجَّ فَهُوَ حَدُّهُ ، إِلَا الذِّكْرَ؛ فَإِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ لَمْ يَرْضَ مِنْهُ بِالْقَلِيلِ، وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ» ثُمَّ تَلَا : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً» فَقَالَ : «لَمْ يَجْعَلِ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ لَهُ حَدّاً يَنْتَهِي إِلَيْهِ».
قَالَ : «وَ كَانَ أَبِي عليه السلام كَثِيرَ الذِّكْرِ، لَقَدْ كُنْتُ أَمْشِي مَعَهُ وَ إِنَّهُ لَيَذْكُرُ اللّهَ، وَ آكُلُ مَعَهُ الطَّعَامَ وَ إِنَّهُ لَيَذْكُرُ اللّهَ، وَ لَقَدْ كَانَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَ مَا يَشْغَلُهُ ذلِكَ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ ، وَ كُنْتُ أَرى لِسَانَهُ لَازِقاً بِحَنَكِهِ يَقُولُ: لَا إِلهَ إِلَا اللّهُ، وَ كَانَ يَجْمَعُنَا فَيَأْمُرُنَا بِالذِّكْرِ حَتّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَ يَأْمُرُ بِالْقِرَاءَةِ مَنْ كَانَ يَقْرَأُ مِنَّا، وَ مَنْ كَانَ لَا يَقْرَأُ مِنَّا أَمَرَهُ بِالذِّكْرِ .
وَ الْبَيْتُ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ، وَ يُذْكَرُ اللّهُ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ فِيهِ، تَكْثُرُ بَرَكَتُهُ، وَ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ، وَ تَهْجُرُهُ الشَّيَاطِينُ ، وَ يُضِيءُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، كَمَا يُضِيءُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ لِأَهْلِ الْأَرْضِ؛ وَ الْبَيْتُ الَّذِي لَا يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ، وَ لَا يُذْكَرُ اللّهُ فِيهِ، تَقِلُّ بَرَكَتُهُ، وَ تَهْجُرُهُ الْمَلَائِكَةُ، وَ تَحْضُرُهُ الشَّيَاطِينُ.
وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ لَكُمْ، أَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَ أَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَ خَيْرٍ لَكُمْ مِنَ الدِّينَارِ وَ الدِّرْهَمِ، وَ خَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَقْتُلُوهُمْ وَ يَقْتُلُوكُمْ؟ فَقَالُوا: بَلى، قَالَ: ذِكْرُ اللّهِ ـ عَزَّ وَ جَلَّ ـ كَثِيراً» .
ثُمَّ قَالَ : «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَقَالَ: مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ؟ فَقَالَ: أَكْثَرُهُمْ لِلّهِ ذِكْراً، وَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَنْ أُعْطِيَ لِسَاناً ذَاكِراً، فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْاخِرَةِ، وَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالى: «وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ» قَالَ: لَا تَسْتَكْثِرْ مَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ لِلّهِ».