الجواب على دعوى قطعيّة أو صحّة جميع ما فى الكتب الأربعة - صفحه 186

الدعوى الثالثة

وهي دعوى الميرزا النوري وتابعه عليها الميرزا النائيني قدس سره، حيث قال في خاتمة المستدرك في الفائدة الرابعة: ۱
(وكتاب الكافى ... امتاز عنها ـ الكتب الأربعة ـ بأمور اذا تامّل فيها المضعف يستغني عن ملاحظة حال آحاد رجال سند الأحاديث المودعة فيه وتورثه الوثوق ويحصل له الاطمئنان بصدورها وثبوتها وصحتها بالمعنى المعروف عند الأقدمين ـ مطلق المعتبر ـ .
الأول: ما ذكر في مقام مدحه تصريحا أو تلويحا ـ ثم ذكر عبارات المفيد والمحقق الكركي ووالد الشيخ البهائي والمجلسي والاسترابادي والشيخ حسن الدمستاني ـ .
الثاني: ما ذكره عن السيد ابن طاووس في كشف المحجّة من كون الكليني في حياة النواب الأربعة، أي في الغيبة الصغرى، وكان مقيما في بغداد في النصف الثاني من عمره (فتصانيف هذا الشيخ ـ محمّد بن يعقوب ـ ورواياته في زمن الوكلاء المذكورين في وقت يجد طريقا الى تحقيق منقولاته وتصديق مصنّفاته).
ثم ذكر الميرزا النوري انّه من المطمئن به عرض الكتاب على احدهم وامضائه حيث كان وجه وعين ومرجع الطائفة.
مع اعترافه بانّ الخبر الشائع من عرض الكتاب على الحجة عليه السلام وقوله «ان هذا كافي لشيعتنا» لا أصل له ولا أثر، وصرّح المحدّث الاسترابادي بعدمه، مع انّ الاخير يبني على كون أحاديث كتاب الكافى قطعية كما هو الحال في مكاتيب الحميري للناحية المقدسة عبر النوّاب الأربعة.
وكما في عرض كتاب الشلمغاني ـ ابن ابي عزاقر ـ على النائب الثالث. ۲
الثالث: قول النجاشي في حقّه رحمه الله: انّه أوثق الناس في الحديث وأثبتهم صنّف الكتاب المعروف بالكليني يسمى الكافى في عشرين سنة ثم ذكر انّ هذا التوثيق يفوق توثيق العديد من كبّار الرواة واصحاب الكتب فلا يتمّ اطلاق تلك العبارة إلّا باعتبار سند احاديث كتبه. ثم ذكر عبارة الشيخ المفيد بأنّه اجلّ كتب الشيعة واكثرها فائدة.
الرابع: شهادته قدس سره بصحة اخباره في خطبة الكتاب، ثم ذكر انّ المراد من صحة الحديث عند القدماء هي ليست الصحة عند المتأخرين، بل المراد منها الخبر المعتبر بكافّة أقسامه كما ذكر ذلك الشيخ بهاء الدين في كتاب مشرق الشمسين.
ثم استعرض النوري رحمه الله عدّة من الشبهات في قبال دعواه، وأجاب عنها.

1.الجزء ۳ من الخاتمة، ص ۴۶۳، طبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام .

2.كتاب الغيبة للشيخ الطوسي، ص ۲۵۱.

صفحه از 188