393
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

يستأنس إليها ، ثمّ هو يفنيها بعد تكوينها ، لا لسأمٍ دخل عليه في تصريفها وتدبيرها ، ولا لراحةٍ واصلة إليه ، ولا لثقل شيء منها عليه ، ولا يُملّه طول بقائها ، فيدعوه إلى سرعة إفنائها ، ولكنّه سبحانه دبّرها بلطفه ، وأمسكها بأمره ، وأتقنها بقدرته، ثمّ يعيدها بعد الفناء من غير حاجة منه إليها ، ولا استعانة بشيء منها عليها ، ولا لانصرافٍ من حال وحشة إلى حال استيناس ، ولا من حال جهل وعمىً إلى [حال] علم والتماس ، ولا من فقرٍ وحاجة إلى غنىً وكثرة ، ولا من ذلّ وضِعةٍ إلى عزٍّ وقدرة» ۱ .
قوله : (وحدانيّا) . [ح ۱ / ۳۵۰]
الألف والنون للمبالغة في النسبة كما في الربّانيّ والظلمانيّ .
قوله : (قبل بدء الدهور) . [ح ۱ / ۳۵۰]
نصّ على كون الزمان ذا بدء .
قوله : (مُنيفُ الآلاء ، وسَنِيُّ۲العَلْياء) . [ح ۲ / ۳۵۱]
في النهاية : «ذاك طود منيف ، أي عالٍ مشرفٌ» . ۳
وفي القاموس : «النيّف : الفضل والإحسان . وأناف على الشيء : أشرف . وأناف عليه: زاد» . ۴
وفيه : «العلياء : السماء ، والمكان العالي ، وكلّ ما علا من شيء ؛ والفعلة العالية» . ۵
وفي الصحاح : «العلياء : كلّ مكانٍ مشرف» . ۶
أقول : العين مفتوحة والألف ممدودة في النسخ المصحّحة .
وفي النهاية :
وفي شعر العبّاس أيضا يمدح النبيّ صلى الله عليه و آله :

حتّى احتوى بيتك المهيمن منخِنْدِفَ عَلْيا تحتها النُّطُقُ

1.نهج البلاغة ، ص ۲۷۶ ، الخطبة ۱۸۶ .

2.في الكافي المطبوع : «سنيّ» بدون الواو.

3.النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۴۱ (نيف) .

4.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۰۳ (نيف) .

5.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۶۵ (علو) .

6.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۴۳۶ (علا) .


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
392

قوله : (والسناء) . [ح ۱ / ۳۵۰]
في القاموس : «السنى : ضوء البرق ؛ وبالمدّ : الرفعة» . ۱قوله : (ولا يشركه)۲. [ح ۱ / ۳۵۰]
في القاموس : «شركه في البيع كعلمه» . ۳قوله : (المُبيدُ للأبدِ) . [ح ۱ / ۳۵۰]
في الصحاح : «باد الشيء يبيد بيدا : هلك . وأبادهم اللّه ، أي أهلكهم» . ۴ وفيه : «الأبد: الدهر ، والجمع : آباد ، ولا أفعله أبد الآبدين كما يقال : دَهْرَ الداهرين ، والآبد أيضا: الدائم» . ۵ ومثله في القاموس . ۶
وجمعيّة الأبد صريحة في أنّ كلّ قطعة طويلة من الزمان أبد ، وعلى هذا فلا إشكال في إبادة الأبد مع القول بعدم فناء الزمان بالكلّيّة ؛ إذ ما من قطعة تفرض إلّا واللّه تعالى مبيدها وخالقُ قطعةٍ اُخرى ، ولا يلزم من قوله عليه السلام الفناء والهلاك بالكلّيّة على القول بعدم جوازه كما لايخفى . وهكذا الكلام في قوله عليه السلام : «ووارث الأبد» .
وفي خطبة من خطب نهج البلاغة: «وأنّه سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شيء معه كما كان قبل ابتدائها ، كذلك يكون بعد فنائها بلا وقت ولا مكان ولا حين ولا زمان، عُدمت عند ذلك الآجال والأوقات ، وزالت السنون والساعات ، فلا شيء إلّا الواحد القهّار الذي إليه مصير جميع الاُمور، بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها ، وبغير امتناع منها كان فناؤها ، ولو قدرت على الامتناع لدام بقاؤها ؛ لم يتكأّده صنع شيء منها إذ صنعه، ولم يَؤُدْهُ منها خلق ما برأه وخلقه ، ولم يكوّنها لتشديد سلطان ، ولا تخوّف ۷ من زوال ونقصان ، ولا للاستعانة بها على ندٍّ مكاثر ، ولا للاحتراز بها على ۸ ضدٍّ مثاور ، ولا للازدياد بها في ملكه ، ولا لمكاثرة شريك في شركه ، ولا لوحشة كانت منه ، فأراد أن

1.المصدر ، ج ۴ ، ص ۳۴۴ (سنى) .

2.في الكافي المطبوع : «ولم يشركه» .

3.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۰۸ (شرك) .

4.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۵۰ (بيد) .

5.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۴۳۹ (أبد) .

6.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۷۳ (أبد) .

7.في المصدر : «لخوف» .

8.في المصدر : «من» .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 144727
صفحه از 637
پرینت  ارسال به