بيان العدة - صفحه 417

المقدّمة الثالثة:

إستفاد صاحب المعالم الشيخ حسن بن الشهيد السعيد الثاني قدس سره أنّ أحد العِدّة الذين يذكرهم الشيخ الكليني في جميع موارد مسانيد كتابه وعدّته هو محمّد بن يحيى العطار الأشعري القمّي الذي وثّقه النجاشي ۱ بقوله: (شيخ أصحابنا في زمانه، ثقة عين، كثير الحديث، له كتب).
ووثّقه العلّامة بقوله: (شيخ من أصحابنا في زمانه، ثقة، عين، كثير الحديث). ۲
ووثّقه ابن داود بقوله: (روى عنه الكليني وهو قمّي كثير الرواية ثقة). ۳
ووثّقه أيضا الشهيد الثاني. ۴
وأضاف المحقّق المامقاني أنّه لا غمز فيه بوجهٍ، بل وثّقه كلّ من ذكره من الفقهاء رضوان اللّه عليهم، بعد أن حكى توثيقه عن الوجيزة، والبلغة، والمشتركاتين.
ومن المعلوم أنّه إذا كان واحدٌ من العدّة إماميّا ثقة كفى في إعتبار السند وصحّة.
وعلى هذا يكون كلّ عدّة في الكافي معتبرا من جهة العطّار.
قال في المنتقى ۵ ما نصّه: (ويستفاد من كلامه في الكافي أنّ محمّد بن يحيى أحد العدّة، وهو كافٍ في المطلوب، وقد اتّفق هذا البيان في أوّل حديث ذكره في الكتاب، وظاهره أنّه أحال الباقي عليه...).
والمراد بالحديث الأوّل هو حديث محمّد بن مسلم الوارد في اُصول الكافي ۶ جاء سنده هكذا:
(حدّثني عدّة من أصحابنا منهم محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام ...).
إذا عرفت هذه المقدّمات الثلاثة قلنا:
مضافا إلى عدم الإحتياج في صحّة الحديث إلى تشخيص العدّة من أصحابنا ... ومع وجود الوثوق بجميع العِدَد على فرض الحاجة إلى تشخيصهم .
وبالإضافة إلى وجود العطّار الثقة في جميع العدد على ما إستفاده صاحب المنتقى.
يُضاف إلى كلّ ذلك انّه بَيّن الشيخ الكليني نفسه رجال العدّة فيما حكاه عنه الشيخ النجاشي ۷ ناقلاً عن عند ترجمته قوله قدس سره:
(كلّما كان في كتابي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى فهم: محمّد ابن يحيى، وعلي بن موسى الكميذاني ۸ ، وداود بن كورة، وأحمد بن إدريس، وعلي ابن إبراهيم بن هاشم).
وذكر هذا العلّامة قدس سره ۹ ثمّ زاد عليه نقل قول الثقة الكليني أيضا:
(وكلّما ذكرته في كتابي المشار إليه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي فهم: علي بن إبراهيم، وعلي بن محمّد بن عبداللّه بن اُذينة، وأحمد بن عبداللّه بن اُميّة، وعلي بن الحسن). ۱۰
قال: وكلّما ذكرته في كتابي المشار إليه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد فهم: علي بن محمّد بن علّان ۱۱ ، ومحمّد بن أبي عبداللّه ، ومحمّد بن الحسن، ومحمّد بن عقيل الكليني).
ومن المعلوم انّ جميع هذه العدد مشتملة على الإمامي الثقة كما هو واضح، وسلسلة السند تكون بلحاظه صحيحة.
إذن فمن حيث إعتبار وثاقة السند ذكر العدّة خالٍ عن الإشكال كما وأنّه من حيث الوثوق بأسناد العدّة هى موجبة للإطمئنان على كلّ حال.
وقد إستوفى البحث في رجال العدد مفصّلاً الفقيه البارفروشي في الباب الرابع من كتابه ۱۲ فلاحظه إن أردت التفصيل.
ثمّ انّه ربما يعبّر الثقة الكليني بدل العدّة بتعبير آخرين هما:
1. قوله: جماعة من أصحابنا، كما جاء ذلك في سند حديث الحسن بن علي بن فضّال. ۱۳
2. قوله: غير واحد من أصحابنا، كما جاء ذلك في سند حديث علي بن مهزيار. ۱۴
والظاهر أنّهما على منوال العدّة وبمعناها بلا فرق بينهما كما أفاده في سماء المقال، ۱۵
وكما ذكره بالنسبة إلى التعبير الأوّل في قاموس الرجال. ۱۶
ثمّ اعلم انّ هناك عِدَد اُخرى يذكرها الثقة الكليني أحيانا قليلاً في أوّل السند أو وسطه أو آخره ولم يُبيّن أفرادها.
إلّا أنّ الأمر فيها سهل، والإشكال عنها مرتفع بعد معرفة المقدّمات الثلاثة المتقدّمة.
ومن تلك الموارد ما نبّه عليه السيّد الكاظمي في كتابه ۱۷ بعد بيان حسن حالهم.
1. عدّة، عن أبان بن عثمان كما في باب من لا يجب عليه الإفطار والتقصير. ۱۸
2. عدّة، عن أبي حمزة الثمالي كما في باب انّ أوّل ما خلق اللّه من الأرض موضع الكعبة. ۱۹
3. عدّة من أصحابنا، عن أبي جعفر عليه السلام في باب التطوّع في وقت الفريضة. ۲۰
4. عدّة من أصحابنا، عن أبي عبداللّه عليه السلام في باب النوادر من كتاب الجنائز. ۲۱
وعلى الجملة يتلخّص من هذه الفائدة أنّ صيغة التعبير بالعِدّة غير ضائرة بإعتبار الرواية بل هي موثوقة ومشتملة على الثقة واللّه العالم.

1.رجال النجاشي، ص ۲۵۰.

2.الخلاصة، ص ۱۵۷، الرقم ۱۱۰.

3.رجال ابن داود، ص ۱۸۶، الرقم ۱۵۳۳.

4.الدراية، ص ۱۲۹.

5.منتقى الجمان، ج ۱، ص ۳۹، الفائدة الحادية عشرة.

6.اُصول الكافي، ج ۱، كتاب العقل والجهل، ص ۱۰، ح ۱.

7.رجال النجاشي، ص ۲۶۷.

8.هكذا في رجال النجاشي، لكن في الخلاصة: الكمنداني، نسبة إلى كمندان قرية من قرى قم المقدّسة، وهي اليوم داخلة في البلدة كما حدّثنا به بعض مشايخ هذا البلد المقدّس. وفي معجم البلدان، ج ۴، ص ۴۸۰، ضبطها بضمّ الكاف والميم ثمّ قال: هو اسم قم في أيّام الفُرس.

9.الخلاصة، ص ۲۷۱، الفائدة الثالثة.

10.نقل المحدّث النوري في المستدرك، ج ۳، ص ۵۴۱، بالنسبة إلى العدّة عن البرقي أنّ في جملة من نسخ الكافي في الباب التاسع من كتاب العتق: عدّة من أصحابنا عن علي بن إبراهيم، ومحمّد بن جعفر، ومحمّد بن يحيى، وعلي بن محمّد بن عبداللّه القمّي، وأحمد بن عبداللّه ، وعلي بن الحسين جميعا، عن أحمد بن محمّد بن خالد. قلت: نظره الشريف إلى حديث سماعة الوارد في الكافي، ج ۶، ص ۱۸۳، باب المملوك بين شركاء، ح ۵، ولا يوجد بيان العدّة في النسخة المطبوعة التي هي موجودة بأيدينا، لكن هو منقول عن بعض النسخ المخطوطة.

11.الظاهر أنّ الصحيح علي بن محمّد المعروف بعلّان لأنّ هذا هو علي بن محمّد بن إبراهيم بن أبان الرازي الكليني، وعلّان لقب لعلي لا جدّه. وضبط علّان بالعين المهملة المفتوحة، ثمّ اللام المشدّدة ثمّ الألف والنون كما في توضيح الإشتباه للسروي: ص ۲۳۲ رقم الترجمة ۱۰۵۹، وإيضاح الإشتباه للعلّامة الحلّي، ص ۲۲۱، رقم الترجمة ۴۰۰، لكن عن الشهيد الثاني في تعليقته على الخلاصة في ترجمة الكليني انّ علّان بتخفيف اللام كما حكاه في التنقيح، ج ۱، ص ۴۸.

12.نتيجة المقال، ص ۱۱۷.

13.اُصول الكافي، ج ۱، ص ۲۳، ح ۱۵.

14.فروع الكافي، ج ۳، ص ۵۲۱، ح ۱۱.

15.سماء المقال، ج ۱، ص ۸۳.

16.قاموس الرجال، ج ۱۱، ص ۴۳.

17.عدّة الرجال، ج ۱، ص ۲۱۶.

18.الكافي، ج ۴، ص ۱۲۹، ح ۷.

19.الكافي، ج ۴، ص ۱۸۹، ح ۵.

20.الكافي، ج ۳، ص ۲۸۹، ح ۷.

21.الكافي، ج ۳، ص ۲۵۱، ح ۵.

صفحه از 420