رسالة فى تعيين محمّد بن إسماعيل الواقع فى بداية اسانيد الكلينى - صفحه 554

تنبيه نافع فى هذا المقام:

قال شيخنا البهائي(عطّر اللّه مرقده) فى مشرق الشمسين: قد يدخل فى أسانيد بعض الأحاديث مَن ليس له ذكر فى كتب الجرح والتعديل بمدح ولا قدح، غير أنّ أعاظم علمائنا المتقدّمين (قدّس اللّه أرواحهم) قد اعتنوا بشأنه وأكثروا الرواية عنه، وأعيان مشايخنا المتأخرين (طاب ثراهم) قد حكموا بصحّة رواياتٍ هو فى سندها.
والظاهر أنّ هذا القدر كافٍ فى حصول الظنّ بعدالته، وذلك:
مثل أحمد بن محمّد بن حسن بن الوليد:
فإنّ المذكور فى كتب الرجال توثيق أبيه، وأمّا هو فغير مذكور بجرح ولا تعديل، وهو من مشايخ المفيد رحمه الله، والواسطة بينه وبين أبيه، والرواية عنه كثيرة.
ومثل أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار:
فإنّ الصدوق يروي عنه كثيرا، وهو من مشايخه، والواسطة بينه وبين سعد ابن عبداللّه .
ومثل الحسين بن حسن بن أبان:
فإنّ الرواية عنه كثيرة، وهو من مشايخ محمّد بن الحسن بن الوليد، والواسطة بينه وبين الحسين بن سعيد، والشيخ عدّه فى كتاب الرجال، تارةً فى أصحاب الحسن العسكري عليه السلام ، وتارة فى من لم يرو، ولم ينصّ بشي ء عليه، ولم ينصّ على توثيقه إلّا فى غير بابه فى ترجمة محمّد بن أرومة، والحقّ أنّ عبارة الشيخ هناك أيضا ليست بصريحة فى توثيقه، كما لا يخفى على المتأمّل.
ومثل أبي الحسين علي بن أبي جيّد:
فإنّ الشيخ رحمه الله يكثر الرواية عنه سيّما فى الاستبصار، وسنده أعلى من سند المفيد، لأنّه يروي عن محمّد بن الحسن بن الوليد بغير واسطة، وهو من مشايخ النجاشي أيضا.
فهؤلاء وأمثالهم من مشايخ الأصحاب، لنا ظنٌّ بحسن حالهم وعدالتهم.
وقد عددت حديثهم فى الحبل المتين وفى هذا الكتاب من الصحيح، جريا على منوال مشايخنا المتأخرين، ونرجو من اللّه سبحانه أن يكون اعتقادنا فيهم مطابقا للواقع ۱ انتهى.
وهو جيّد متين.
وأنت خبير بأنّ «محمّد بن إسماعيل» من هذا القبيل، إن لم يكن أولى.
وقد كنت فيما مضى أصف حديثه بالضعف، وعلى ذلك جريت فى الرسالة الفسويّة، وأمّا الآن فالذي يظهر لي: نظمه فى سلك الصحيح.

1.مشرق الشمسين، ۷۹ ـ ۸۳.

صفحه از 558