رساله شيخ بهايى درباره محمّد بن اسماعيل - صفحه 571

أمّا الاوّل، أعنى ابن بزيع

فقد يظنّ أنّه هو الذى يروى عنه الكلينى بغير واسطة، وربّما يحتجّ على فساد هذا الظنّ بوجوه:
أوّلها: إنّ ابن بزيع من أصحاب الكاظم عليه السلام وقد روى عنه، وعن الرضا والجواد عليه السلام فبقائه إلى عصر الكلينى غير متصور عادةً.
وثانيها: إنّ ما يرويه الكلينى، عن محمّد بن إسماعيل المصرّح، فيه بابن بزيع، فإنّما يرويه عنه بواسطتين هكذا «محمّد بن يحيى عن أحمد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع»، و جميع ما يرويه عن محمّد بن إسماعيل بغير واسطة، لم يصرّح فى شى ء منه بابن بزيع أصلاً وهذا يعطى كون هذا غير ذلك.
وثالثها: إنّ قول الكشى أنّ «محمّد بن إسماعيل بن بزيع من رجال أبى الحسن موسى عليه السلام وأدرك أبا جعفر الثانى عليه السلام » ۱ يعطى أنّه لم يدرك من بعده من الأئمّة صلوات اللّه عليهم إذ مثل هذه العبارة يستعمل فى امثال ذلك.
ورابعها: إنّه لو بقى إلى زمن الكلينى، لكان قد عاصر ستة من الأئمّة ـ سلام اللّه عليهم ـ وهذه مزية عطية كان ينبغى عدّها فى جملة مزاياه رضى الله عنه. وحيث أنّ أصحاب الرجال، لم يذكروا ذلك أصلاً علم أنّه غير واقع؛ فإنّه ممّا يتوفى دواعيهم على نقل مثله.
وخامسها: ما يقال أنّ وفاة ابن بزيع كانت فى حياة الجواد عليه السلام .
وسادسها: إنّ الذى يروى عنه الكلينى بغير واسطة، يروى عن الفضل بن شاذان وابن بزيع كان من مشايخ الفضل بن شاذان، كما ذكره الكشّى حيث قال: إنّ الفضل بن شاذان كان يروى عن جماعة، وعدّ منهم محمّد بن إسماعيل بن بزيع. ۲ فهذه وجوه ستّة يتأدّى بفساد ذلك الظنّ.

1.رجال النجاشى، ص ۳۳۰، رقم ۸۹۳.

2.رجال الكشى، ص ۵۴۳، رقم ۱۰۲۹.

صفحه از 580