مقدمه كتاب ترتيب أسانيد الكافى - صفحه 628

المقدمة الثالثة: فى بيان روات هذا الكتاب عن مصنفه

يستفاد مما ذكره الشيخ والنجاشى فى الفهرستين، والشيخ والصدوق فى مشيختى التهذيب والفقيه، أنه روى هذا الكتاب عن المصنف جماعة، نذكرهم على ترتيب الحروف:
الأوّل: أحمد بن إبراهيم بن أبى رافع الانصارى الصيمرى، أبو عبد اللّه الكوفى نزيل بغداد. وقال الشيخان: كان ثقة صحيح الاعتقاد وصنف كتبا انتهى. ۱
وروى عن أحمد بن محمد بن زياد وعلى بن عبد اللّه الخديجى وعلى بن محمد بن يعقوب والمصنف وهارون بن موسى التلعكبرى. وروى عنه أحمد بن عبدون وأحمد بن على بن نوح والحسين بن عبيد اللّه ومحمد بن محمد بن النعمان التلعكبرى وأبو طالب بن غرور.
وأما من روى هذا الكتاب عنه عن المصنف رحمه اللهفهو أحمد بن عبدون فيما وجدناه.
الثانى: أحمد بن أحمد النازل ببغداد، أبو الحسين الكوفى الكاتب. يظهر ممّا قدمناه عن النجاشى من انه كان يروى هذا الكتاب ببغداد عن المصنف، وانّه كان وجماعة من أصحابنا يقرأونه عليه وانّه كان من شيوخ اصحاب الحديث ومعتمدا عندهم.
الثالث: أحمد بن على بن سعيد أبو الحسين الكوفى، روى هذا الكتاب عن المصنف رحمه الله، ورواه عنه الشريف الاجل المرتضى علم الهدى قدس سرهكما مر عن فهرست الشيخ، ويظهر منها انه كان شيخا من اصحاب الحديث معتمدا، ولم أجد له ذكرا فى غير هذا الموضع.
الرابع: أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين، أبو غالب الزرارى، كان شيخ أصحابنا فى عصره وفقيههم ووجههم، ولد سنة 285، ومات سنة 368.
وروى عن جده محمد بن سليمان المتوفى سنة 301، وعن عم أبيه على بن سليمان وخال أبيه محمد بن جعفر الرزّاز المتوفى سنة 310، ومؤدبه على بن الحسين السعدآبادى، وعبد اللّه بن جعفر الحميرى، ومحمد بن الحسن بن على بن مهزيار، وحميد بن زياد.
وروى عنه أحمد بن عبدون، وأحمد بن على بن نوح، والحسين بن عبيد اللّه ، والمفيد وغيرهم.
وروى هذا الكتاب الحسين بن عبيد اللّه عنه عن المصنف رحمه اللهكما مر عن (ست) ۲ ومشيخه (يب). ۳
الخامس: إسحاق بن الحسن بن بكران أبو الحسين العقرائى التمّار، قال النجاشى: كثير السماع، ضعيف فى مذهبه، رأيته بالكوفة وهو مجاور، وكان يروى كتاب الكلينى عنه، وكان فى هذا الوقت علوا فلم اسمع منه شيئا له كتاب الرد على الغُلات، وكتاب رفع السهو عن النبى صلى الله عليه و آله ، وكتاب عدد الأئمة عليهم السلام انتهى. ۴
وقد اشار إلى ذلك فى ترجمة الكلينى أيضا حيث قال: ورايت أبا الحسين العقرائى يرويه عنه انتهى. ۵
ويستفاد من كلامه ان كان شيخا من اصحاب الحديث له سماع كثير وتضعيفه له فى مذهبه لايفيد قدحا فيه لعدم ذكره السبب واحتمال كونه شيئا لانراه ضعفا.
السادس: جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه أبو القاسم القمى. كان فقيها محدثا ثقة وجها قرأ المفيد عليه ومنه حمل قال النجاشى: كلما يوصف الناس به من جميل وثقة وفقه فهو فوقه انتهى. ۶
سمع من سعد بن عبد اللّه أربعة أحاديث.
ويستفاد من هذا ان ولادته كانت فى حدود سنة 284 وتوفى سنة ثمان أو تسع وستين وثلاثمائة وصنف كتبا بقى منها إلى زماننا كتاب الزيارات.
وروى عن أحمد بن إسماعيل سمكه وأحمد بن اصفهبد، وأحمد بن محمد بن الحسن بن سهل، وأحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، وأحمد بن على بن مهدى، وأحمد بن محمد بن عمار، والشريف جعفر بن محمد الموسوى، وجعفر بن محمد بن مسعود، والحسن بن أبى عقيل العمانى، والحسن بن عبد اللّه بن محمد بن عيسى الأشعرى، والحسن بن على الحجال، والحسين بن شاذويه، والحسين بن محمد الأشعرى، وحكيم بن داود، وعبد العزيز الجلودى، وعبد اللّه بن الفضل بن هلال، وعبيد اللّه بن أحمد، وعلى بن الحسين بن بابويه، وعلى بن الحسين السعدآبادى، وعلى بن محمد الكلينى، وعلى بن محمد اخيه، والقاسم بن محمد الهمدانى، ومحمد بن أحمد بن سليم الصابونى، ومحمد بن جعفر الرزّاز، ومحمد بن الحسن بن على بن مهزيار، ومحمد بن عبد المؤمن، ومحمد بن عمرو الكشى، ومحمد بن قولويه أبيه، ومحمد بن الوارث السمرقندى، ومحمد بن يعقوب.
وروى عنه أحمد بن عبدون، وأحمد بن على بن نوح، والحسين بن أحمد بن موسى بن هذيه، والحسين بن عبيد اللّه ، ومحمد بن على بن بابويه، ومحمد بن محمد بن النعمان، وهارون بن موسى، وأبو طالب بن غرور.
وأمّا هذا الكتاب فرواه عنه مصنفه محمد بن يعقوب رحمه الله: أحمد بن على بن نوح، والحسين بن عبيد اللّه ، ومحمد بن محمد بن النعمان.
السابع: عبد الكريم بن عبد اللّه بن نصر البزاز ببغداد وتنيس، أبو الحسين البغدادى.
روى هذا الكتاب أحمد بن عبدون عنه وعن ابن أبى رافع عن مصنفه محمد بن يعقوب رحمه اللهكما مر عن (ست) ۷ ومشيخة (يب) ۸ بل ظاهر المشيخة انّهما سمعاه عن المصنف فى سنة 327 ببغداد بباب الكوفة بدرب السلسلة واجازهما فى روايته ويدل ذلك على انه كان من اصحاب الحديث، وكان له اهتمام بامره.
الثّامن: على بن أحمد بن محمد بن موسى الدقاق.
روى عن محمد بن جعفر الأسدى الكوفى النازل بالرى وعن محمد بن يعقوب.
وروى عنه أبو جعفر محمد بن على بن بابويه وهو أحد الرجال الثلاثة الذين روى أبو جعفر بن بابويه الكافى وساير روايات الكلينى عنهم عن الكلينى.
قال فى مشيخة كتاب من لا يحضره الفقيه: وما كان فيه عن محمد بن يعقوب الكلينى رحمه الله، فقد رويته عن محمد بن محمد بن عصام الكلينى، وعلى بن أحمد بن موسى، ومحمد بن أحمد السنانى رضى اللّه عنهم عن محمد بن يعقوب الكلينى، وكذلك جميع كتاب الكافى قد رويته عنهم عنه عن رجاله انتهى. ۹
وذكر هذا الشيخ أيضا منفردا أو مقرونا فى طرقه إلى ثابت بن دينار وجابر بن عبد اللّه ، وحفص بن غياث، وعلى بن سالم، ومحمد بن إسماعيل البرمكى ومحمد بن جعفر الأسدى، ومحمد بن سنان، وترضى أو ترحّم عليه فى جميعها، وكذا فى سائر كتبه.
فيستفاد من هذا أنه كان رجلاً من اصحاب الحديث مستورا على ظاهر العدالة والظاهر انه رازى.
التّاسع: محمد بن أحمد بن محمد بن سنان نزيل الرى.
روى هو أيضا عن محمد بن جعفر الأسدى ومحمد بن يعقوب.
وروى عنه أبو جعفر بن بابويه مترضيا عنه، وقد مرّ أنه روى كتاب الكافى عنه وعن غيره عن مصنفه.
العاشر: محمد بن عبد اللّه بن محمد بن عبيد اللّه بن البهلول بن همام بن المطلب بن همام أبو المفضل الشيبانى الكوفى نزيل بغداد، سافر فى طلب الحديث عمره.
وروى عن خلق لا يحصون كثرة من الشاميين، والمصريين، والجزريين، والعراقيين، وغيرهم.
وروى عنه جماعة من العامة والخاصة، وحكى انه ناقشه العامة فى سنة عشر وثلاثمائة فكذبوه، وقالوا: مات ابن العرّاد الكبير قبل ذلك، وابطلوا رواياته.
وقال النجاشى: رأيت جلّ أصحابنا يغمزونه ويضعفونه انتهى. ۱۰
فكانه كان تضعيفه والغمز عليه سرى من العامة اليهم، أو اطلعوا على أمر آخر، وما ذكر العامة لا يوجب ضعفا لاحتمال السهو فى مثل هذه الخصوصيات واللّه العالم.
قال الخطيب فى تاريخ بغداد: أخبرنا على بن أبى على قال سألت أبا المفضل عن مولده فقال فى سنة سبع وتسعين ومأتين، وأول سماعى الصحيح سنة ست وثلاثمائة.
وأخبرنى الأزهرى قال توفى أبو المفضل فى شهر ربيع الآخر من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة انتهى ۱۱ .
وقد روى الحسين بن عبيد اللّه الغضائرى كتاب الكافى عن جماعة هو احدهم، عن المصنف رحمه اللهكما مرّ عن (ست) ۱۲ ومشيخة (يب) ۱۳ .
الحادى عشر: محمد بن محمد بن عصام الكلينى، فقد مرّ أنه أحد الرجال الثلاثة الذين روى الصدوق رحمه اللهكتاب الكافى عنهم مترضيا لهم عن المصنف رحمه الله ۱۴ .
الثانى عشر: هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد أبو محمد التلعكبرى الشيبانى الذى أمره فى الجلالة والثقة وسعة العلم أشهر من أن يذكر، فقد روى عمّن يقرب من مائة شيخ، ولقد تحمل الحديث بالسماع والقراءة والاجازة من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة إلى سنة سبعين وثلاثمائة، ولكن قال فى كيفية اخذه فى سنة (313ق): أخذ لى والدى من محمد بن محمد بن الاشعث اجازة وصلت إلىّ على يد محمد بن داود بن سليمان، وسمعت منه بعض كتاب الاشعثيات انتهى.
فربّما يستفاد من ذلك ان هذا كان فى أول بلوغه أو قبيله، وأن ولادته كانت فى حدود سنة ثمان وتسعين ومائتين، وتوفى رحمه اللهسنة (385ق)، وقد مرّ أنه أحد الشيوخ الخمسة الذين روى الحسين بن عبيد اللّه كتاب الكافى عنهم عن مصنفه ۱۵ ، فهؤلاء اثنى عشر شيخا عثرنا على رواياتهم لهذا الكتاب عن محمد بن يعقوب رحمه الله.
ولكنى لم أعثر على طريق لعلمائنا تتصل إلى أحمد بن أحمد الكوفى، أو إسحاق بن الحسين، لأنه يرويه النجاشى عنهما، وانّما حكى انّه رأى انهما كانا يرويانه لغيره، فالطرق انّما تتصل بعشرة منهم.
ولقد روى عن المصنف غير هؤلاء.
محمد بن إبراهيم النعمانى أيضا فى كتاب الغيبة، لكن لا دليل لنا على انه روى كتاب الكافى بتمامه عنه.
وربما يقال: بأن محمد بن أحمد بن عبد اللّه الصفوانى أيضا ممّن رواه عنه، باعتبار ما يوجد فى بعض المواضع، (وفى نسخة الصفوانى كذا) كما فى باب النص على أبى الحسن الرضا عليه السلام ۱۶ وباب النصّ على أبى الحسن الهادى عليه السلام ۱۷ وفيه بعد تسليم ان هذه العبارة من غير الكلينى، وكانت فى الحاشية ثم كتبها الناسخون فى المتن بزعم انّها منه، وانّه كان المراد بها ان فى نسخة الصفوانى من الكافى كذا أن غاية ما يدل عليه حينئذ هو أنه كان للصفوانى نسخة من الكافى كانت العبارة فيها كذا، وأما أنه هو نسخ الكافى أو رواه عن مصنفه فلا دلالة فيه عليه.
فممّا ذكرناه يظهر ان ما ذكره المحدث الخبير النورى رحمه اللهفى الفائدة الثالثة من خاتمة مستدركه، فى مقام ارائة رواة الكافى حيث قال: وبالاسانيد السابقة إلى جماعة كثيرة من حفاظ الشريعة منهم: أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، وأبو غالب أحمد بن محمد بن سليمان الزرارى، وأبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم النعمانى، وأبو محمد هارون بن موسى التعلكبرى، وأبو عبد اللّه أحمد بن محمد الصفوانى ۱۸ ، وأبو المفضل محمد بن عبد اللّه الشيبانى، وأبو عبد اللّه أحمد بن أبى رافع الصيمرى، وأبو الحسن عبد الكريم بن عبد اللّه بن نصر التنيسى، وأبو الحسين أحمد بن أحمد الكوفى الكاتب، ومحمد بن محمد بن عصام الكلينى، ومحمد بن على ماجيلويه، وعلى بن أحمد بن موسى، ومحمد بن أحمد بن محمد بن سنان الزاهرى أبو عيسى نزيل الرى، عن أبى جعفر محمد بن يعقوب الكلينى رحمه اللهعن على بن إبراهيم انتهى. فيه مواقع للنظر.
منها: أنه ذكر أحمد بن أحمد الكوفى مع ان الأسانيد السابقة لا تنتهى إليه، ولو لم يمنع هذا من ذكره لكان المناسب ذكر إسحاق بن الحسن أيضا.
ومنها: عدم ذكره أحمد بن على بن سعيد مع أن الأسانيد تتصل اليه.
ومنها: ذكر النعمانى والصفوانى ومحمد بن على ماجيلويه مع أنّا لم نعثر على ما يشهد بروايتهم له سوى ما مرّ فى الأولين ومرّ عدم دلالته، وأما الأخير فلم نجد فيه شيئا يشعر بذلك أصلاً، مضافا إلى أن الصالح لذلك بحسب الطبقة هو محمد بن على بن محمد بن عبد اللّه الذى هو من مشايخ الصدوق الذين أكثر عنهم، ولو كان هو ممن روى الكافى عن المصنف لكان رواه الصدوق عنه، وذكره مع شيوخه الثلاثة الذين رواه عنهم.
ومنها: تعبيره عن الصفوانى بأحمد بن محمد، وصوابه محمد بن أحمد.

1.الفهرست للشيخ الطوسى، ص ۷۸، ش ۹۶؛ رجال النجاشى، ص ۸۴، ش ۲۰۳.

2.الفهرست للشيخ الطوسى، ص ۷۷ ـ ۷۸، ش ۹۴.

3.تهذيب الأحكام ج ۱۰، ص ۱۱ـ۲۳ (شرح المشيخة).

4.رجال النجاشى، ص ۷۴، ش ۱۷۸.

5.رجال النجاشى، ص ۳۷۷، ش ۱۰۲۶.

6.رجال النجاشى، ص ۱۲۳، ش ۳۱۸.

7.الفهرست للشيخ الطوسى، ص ۲۱۱، ش ۶۰۲.

8.تهذيب الأحكام، ج ۱۰، ص ۲۹ (شرح المشيخة).

9.من لا يحضره الفقيه، ج ۴، ص ۱۱۶ (شرح المشيخة).

10.رجال النجاشى، ص ۳۹۶، ش ۱۰۵۹.

11.تاريخ بغداد، ج ۳، ص ۸۷، ش ۱۰۸۲.

12.الفهرست للطوسى، ص ۲۱۱، ش ۶۰۲.

13.تهذيب الأحكام، ج ۱۰، ص ۱۱ (شرح المشيخة).

14.من لا يحضره الفقيه، ج ۴، ص ۱۱۶ (شرح المشيخة).

15.الفهرست للطوسى، ص ۲۱۱، ش ۶۰۲.

16.الكافى، ج ۱، ص ۳۱۱، ح ۱.

17.الكافى، ج ۱، ص ۳۲۵، ح ۳.

18.تقدم قبل قليل بأن الصفوانى هو: محمّد بن أحمد بن عبد اللّه ، فلاحظ.

صفحه از 664