الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 315

الرابعة: طبقة المولدين أو المحدثين، وهم الذين جاء وا بعد الطبقة الثالثة كبشّار ابن برد وأبى نؤاس ۱
فأجمعوا على صحّة الاستشهاد بطبقة الجاهليين والمخضرمين، واختلفوا فى رطبقة الإسلاميين، فالأغلب على صحّة الاستشهاد بشعرهم حتى منتصف القرن الثانى الهجرى، وجعلوا إبراهيم بن هَرْمة وهو إبراهيم بن على بن سلمة بن عامر بن هَرْمة الفهرى، أبو إسحاق، من مخضرمى الدولتين الأموية والعبّاسية، توفّى نحو سنة 150ق، وقيل: سنة 176ق.
قال الأصمعى: ختم الشعر بإبراهيم بن هَرْمة، وهو آخر الحجج، ۲ ت بعد سنة 150ق آخر شعراء الإسلاميين المحتجّ بشعرهم.
واقتصر بعض العلماء كأبى عمرو بن العلاء على الأخذ من الجاهليين والمخضرمين دون غيرهم ۳
أمّا الطبقة الرابعة من الشعراء فلا يُحتجّ بكلامهم للغرض اللفظى مطلقا، وجعلوا بشّار بن برد ت 167ق رأس المحدّثين غير المحتجّ بكلامهم، وعلّلوا استشهاد سيبويه ببعض شعر بشّار فى (الكتاب) بالتقرّب إليه واتّقاء شرّ لسانه، لأنّه كان قد هجاه لتركه الاحتجاج بشعره. ۴
ومن حيث الدائرة المكانية، أو القبائل التى أخذوا عنها، فقد اختلفت درجاتها فى الاحتجاج بحسب قربها أو بعدها من الاختلاط بالأمم المجاورة، فاعتمدوا كلام القبائل الواقعة فى قلب جزيرة العرب، وردّوا كلام القبائل التى على السواحل، أو فى الحواضر، أو فى جوار غير العرب من الأمم الأخرى، وقد صنّف ذلك أبو نصر الفارابى فى (الاحتجاج) فذكر أنّ أجود العرب انتقاءً للأفصح هم قريش، ويليهم

1.راجع: العمدة ابن رشيق، ج ۱، ص ۲۳۳؛ خزانة الأدب البغدادى، ج ۱، ص ۶.

2.راجع: الشعر والشعراء ابن قتيبة، ص ۵۰۹ ؛ خزانة الأدب البغدادى، ج ۱، ص ۴۲۴؛ الأغانى أبو الفرج، ج ۴، ص ۳۶۷؛ النجوم الزاهرة، ج ۲، ص ۸۴ ؛ البداية والنهاية ابن كثير، ج ۱۰، ص ۱۷۵؛ تاريخ بغداد، ج ۶، ص ۱۲۷؛ أعلام الزركلى، ج ۱، ص ۵۰؛ الذريعة آقا بزرك، ج ۱، ص ۳۱۴.

3.خزانة الأدب البغدادى، ج ۱، ص ۶.

4.خزانة الأدب البغدادى، ج ۱، ص ۸ .

صفحه از 416