الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 316

قيس، وتميم، وأسد، وهذيل، وبعض كنانة، وبعض الطائيين، ولم يؤخذ من غيرهم من سائر القبائل.
وعلى هذا الأساس استثنوا القبائل القاطنة بجوار اليونان كتغلب والنمر، والقبائل المجاورة لأهل مصر والقبط كلخم وجذام، والقبائل المجاورة لأهل الشام كقضاعة وغسّان وإياد، والقبائل المجاورة للنبط والفرس والهند والحبشة كبكر وعبدالقيس وأزد عُمان وأهل اليمن، والقبائل المخالطة لتجّار الأمم المقيمين عندهم كبنى حنيفة وسكّان اليمامة وثقيف وسكان الطائف وحاضرة الحجاز. ۱
على أنّ دائرة الاستشهاد تتّسع وتضيق بحسب مدارس اللغة والنحو التى نشأت فى الحواضر الإسلامية، فالمدرسة البصرية شدّدت أشدّ التشدّد فى رواية الأشعار والأمثال والخطب ضمن الدائرة المشار إليها، واشترطوا فى الشواهد المعتمدة لوضع القواعد أن تكون جارية على ألسنة العرب وكثيرة الاستعمال فى كلامهم بحيث تمثّل اللغة الفصحى خير تمثيل، وحينما يواجهون بعض النصوص التى تخالف قواعدهم، كانوا يرمونها بالشذوذ أو يتأوّلونها حتى تنطبق عليها قواعدهم.
أمّا أقطاب المدرسة الكوفية فقد اتّسعوا فى الرواية عن جميع العرب بدوا وحضرا، واعتدّوا بأقوال وأشعار المتحضّرين من العرب ممّن سكنوا حواضر العراق، واعتمدوا الأشعار والأقوال الشاذّة التى سمعوها من الفصحاء العرب والتى وصفها البصريون بالشذوذ.
وتوسّع بعض أعلام المدرسة البغداديّة فى الأخذ والاستشهاد بأشعار الطبقة الرابعة، فقد استشهد الزمخشرى بشعر أبى تمام ت231ق وقال: هو وإن كان محدثا لا يستشهد بشعره فى اللغة، فهو من علماء العربية، فأجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه ۲ واستشهد الرضى الأسترآبادى شارح أبيات كافية ابن الحاجب بشعر أبى تمام أيضا فى عدّة مواضع من شرحه ۳

1.خزانة الأدب البغدادى، ج ۱، ص ۶.

2.من تاريخ النحو سعيد الأفغانى، ص ۲۰ ـ ۲۲.

3.تفسير الكشّاف الزمخشرى، ج ۱، ص ۸۶.

صفحه از 416