الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 332

(مقاتل الطالبيين). ۱ ليرى القسوة والاضطهاد والمراقبة والقتل والسجن والتشريد الذى لاقاه أهل بيت المصطفى صلى الله عليه و آله وذراريهم على أيدى رؤوس السلطة وأعوانهم، ويكفى أن تسمع أبيات عبداللّه الطورى وقد مرّ على قبر الإمام الحسين عليه السلام بعد أن أمر المتوكّل العباسى بحرث بقعته وإجراء الماء عليها:
تاللّه إن كانت أميّة قد أتت ـقتل ابن بنت نبيها مظلوما
فلقد أتاك بنو أبيه بمثلهاـهذا لعمرك قبره مهدوما
أسفوا على أن لا يكونوا شايعواـفى قتله فتتبّعوه رميما. ۲
ولا يخفى أنّ فى مثل تلك الظروف لا يمكن للنحوى أو اللغوى أن يجرؤ على الرواية لحديث أهل البيت عليهم السلام أو الاستشهاد به.
وعليه فلابدّ لنا ونحن نعيش فى عصر الانفتاح وانتشار شبكات الاتّصال السريع وثورة المعلومات، أن نطّلع على تراث أهل البيت عليهم السلام الغنيّ وموروثهم الثقافى الفذّ الذي أغفلته الدراسات اللغوية لأسباب مختلفة وأعذار كثيرة، لا يوجد بحمد اللّه شى ء منها فى وقتنا الحاضر.
وعلى ضوء ذلك مطلوب من الباحثين والدارسين أن يوجّهوا عنايتهم إلى تراث أهل البيت عليهم السلام وعلى الأقلّ فى الكتب الأربعة لاستخراج كنوزها، وتسليط الضوء عليها، وإدخالها فى دائرة البحث والدراسة.

النصوص الشعرية فى الكتب الأربعة

الكتب الأربعة التى أشرنا إليها آنفا هى من أشهر كتب الحديث عند الإمامية، وقد اتّفقوا على تفضيلها والأخذ بأخبارها، وأجمعوا على ارتفاع درجتها، وعلوّ قدرها، وعليها مدار الفقه الشيعى والأحكام الشرعية، وهى:
1. الكافى، لثقة الإسلام أبى جعفر محمّد بن يعقوب الكلينى ت 329ق.
2. من لا يحضره الفقيه، لأبى جعفر محمّد بن على بن بابويه القمّى، المعروف بالشيخ الصدوق ت 381ق.

1.مقاتل الطالبيين أبو الفرج، ص ۱۱۸ ـ ۴۵۹.

2.أمالى الطوسى، ص ۳۲۹ ـ ۶۵۷.

صفحه از 416