الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 333

3. تهذيب الأحكام، و 4 الاستبصار، و كلاهما لشيخ الطائفة أبى جعفر محمّد بن الحسن الطوسى ت 460ق.
وقد تعدّدت جوانب البحث فى هذه الكتب روايةً ونسخا وترتيبا وشرحا وترجمةً واختصارا وتحقيقا وضبطا، فضلاً عن تعديل الرواة الواقعة فى إسنادها، وتحقيق تواريخ وطبقات الرجال، ومتابعة أسانيدها، وما إلى ذلك من دراسات مختلفة وحقول معرفية متنوعة.
ولم تحظ الكتب الأربعة بما تستحقّه من دراسة الجوانب الأدبية واللغوية والبلاغية والنحوية الوفيرة فيها، ولو توجّهت عناية العلماء والمختصين بهذه الحقول المعرفية إلى ذلك، لوجدوا مجالاً خصبا لمثل هذه الدراسات، ممّا يسلّط الضوء على كثير من المعالم الخفية فى هذا التراث العريق.
والشعر باعتباره أحد عناصر الرواية فى حديث أهل البيت عليهم السلام ، وبالنظر لأهيمّة الشاهد الشعرى فى التفسير والحديث ومدخليّته فى مختلف فروع العلم، فدراسته فى الكتب الأربعة تشكّل خطوة مهمّة تفتح الطريق أمام آفاق الدراسات اللغوية المعمّقة، وتكشف عن طريقة أئمتنا عليهم السلام وأصحابهم وعلمائنا المتقدّمين فى التعامل مع النصّ الشعرى وطريقة الاستفادة منه، ومنهجهم فى الاستشهاد اللغوى.
هذا فضلاً عن أنّ دراسة النصوص الشعرية فى الكتب الأربعة تشكّل مادّة أساسية يستعين بها الباحث والمحقّق فى ضبط الأشعار وتحقيق نسبتها وشرحها وتخريجها، ممّا يعود بالخير الوفير على دراسة أحاديث أهل البيت عليهم السلام المشتملة على تلك النصوص الشعرية، وذلك من خلال الوقوف على الأغراض العلمية والمناسبات المختلفة التى استدعت وجود مثل هذا النمط من الأحاديث الشريفة فى كتبنا الأربعة.
والنصوص الشعرية فى الكتب الأربعة يبلغ مجموعها (52) نصّا شعريّا، على ما أحصيناه، وهى على نحوين:

الأوّل: الشواهد الشعرية:

ومجموعها فى الكتب الأربعة: خمسة وعشرون شاهدا، وقد استخدمت فى شتى

صفحه از 416