الشواهد الشعريّة ومناسباتها فى الكتب الأربعة الحديثية - صفحه 339

القائل: طالب بن أبى طالب
وهو أكبر أولاد أبى طالب رضى الله عنه وبه كان يكنّى، وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ۱ وكان شاعرا ۲ ولم يعقّب. ۳
وكان طالب ربيبا لعمّه العباس بن عبدالمطّلب رضى الله عنه، فقد روى البلاذرى وعلى ابن الحسين الأصفهانى أنّ قريشا أصابتها أزمة وقحط، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله لعمّيه حمزة والعباس: «ألا نحمل ثقل أبى طالب فى هذا المحل؟» فجاء وا إليه وسألوه أن يدفع إليهم ولده ليكفوا أمرهم، فقال: دعوا لى عقيلاً وخذوا من شئتم، فأخذ العباس طالبا، وأخذ حمزة جعفرا، وأخذ محمّد صلى الله عليه و آله عليا عليه السلام . ۴
وكان طالب مع بقية إخوته وأهله فى شِعب أبى طالب أيّام حصار قريش لنبى هاشم. ۵
وتظاهرت الأخبار أنّ قريشا قد ألزمت طالبا النهضة معها فى بدر الكبرى، فخرج مكرها، ثمّ فُقِد فلم يُعلَم له خبر، ومن ذلك ما رواه الطبرى عن ابن الكلبى، قال: شخص طالب بن أبى طالب إلى بدر مع المشركين، وأُخرج كرها، فلم يوجد فى الأسرى، ولا فى القتلى، ولم يرجع إلى أهله. ۶
ويستفاد من بعض المؤّرخين أنّه قد أغرق نفسه، أو أنّه عاد إلى مكّة، فقد قال العمرى: وألزمته قريش النهضة معها فى بدر، فحمل نفسه على الغرق، وله شعر معروف فى كراهية لقاء النبى صلى الله عليه و آله وغاب خبر طالب. ۷
وقال السيد على خان: ويُقال: إنّه أقحم فرسه فى البحر حتى غرق. ۸
وقال الشيخ عباس القمّى: ويظهر من رؤيا أُمّه فاطمة بنت أسد وتعبيرها أنّ طالبا غرق. ۹
أمّا سبب عودته من الحرب، فيبدو من رواية الشيخ الكلينى أنّ قريشا هم الذين

1.المحبّر ابن حبيب، ص ۴۵۷؛ المعارف ابن قتيبة، ص ۱۲۰.

2.تاريخ الطبرى، ج ۲، ص ۴۳۹؛ الكامل ابن الأثير، ج ۲، ص ۱۲۱.

3.المعارف ابن قتيبة، ص ۱۲۰؛ جمهرة النسب الكلبى، ص ۳۰.

4.شرح ابن أبى الحديد، ج ۱، ص ۱۵.

5.شرح ابن أبى الحديد، ج ۱۴، ص ۶۵.

6.تاريخ الطبرى، ج ۲، ص ۴۳۹؛ الكامل فى التاريخ، ج ۲، ص ۱۲۱.

7.المجدى العمرى، ص ۷.

8.الدرجات الرفيعة السيد على خان، ص ۶۲.

9.سفينة البحار عباس القمّى، ج ۲، ص ۹۰.

صفحه از 416